الكرز (Cherry) من الفاكهة ذات المذاق المُميز جداً و يعشقه الملايين حول العالم، وهو نبات استوائي بنتمي إلى فصيلة اللوزيات و تم أخذ تسميته من الكلمة الفرنسية ceries التي لها أصل لاتيني، يُعرف الكرز أيضاً ب "حب الملوك" و قد ظهرت هذه التسمية في المغرب حيث قيل أنها كانت الفاكهة المُفضلة للملوك هناك أو قد ترجع تسميتها نظراً لارتفاع ثمنها، و لكن كل تلك التفسيرات غير صحيحة، الراجح هو أن هذه التسمية ترجع لحقيقة أن الكرز يُعالج مرضاً إسمه مرض الملوك أو "النقرس" و هو مرض يُصيب مفاصل القدم و يُسبب التهاباً بها مصحوباً بألم.
ويوجد في العالم أكثر من عشرين نوعاً من الكرز، أشهرهم نوعين هما الحامض و الحلو، و يظهران في شهري مايو و يونيو، كلما كانت الحبة تميل إلى اللون الأحمر الداكن كلما كانت أكثر حلاوة، ومن المعروف أن هذه الفاكهة لا تدوم أكثر من شهر في الأسواق مثل المشمش حيث أنها تنضج بسرعة في وقت واحد و لا تبقى لوقت كثير في شجرتها.
وعن الفوائد الصحية لتناول الكرز، وعلاقته بالشفاء من مرض السرطان، يقول دكتور أحمد مأمون نوفل، عضو هيئة تدريس و استشاري التشخيص المبكر علاج أورام الثدي و النسا و الأورام الصلبة للكبار بكلية الطب جامعة عين شمس، أن للكرز فوائد عدة، منها:
أنه نظراً لاحتوائه على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة فإن فاكهة الكرز تُقلل من حدوث الالتهابات في الجسم مثل التهابات المفاصل و التي تشمل مرض النقرس، تعمل أيضاً مضادات الأكسدة ب الكرز الحامضي على تقليل الدهون في منطقة البطن و كذلك الحد من مخاطر الأمراض المُرتبطة بنظام الغذاء الغنيّ بالدهون، وُجد أيضاً أن الكرز يُمكن أن يكون مُفيداً في حالات هشاشة العظام، أيضا تعمل مضادات الأكسدة ب الكرز على تحسين الرؤية في المرضى الذين يُعانون من المياه الزرقاء (Glaucoma).
ومضادات الأكسدة تُقوي أيضاً من جهاز المناعة لما لها من خصائص مضادة للميكروبات و البكتيريا.
ويضيف " نوفل" ، الكرز يحتوي على مركب البوليفينول (Polyphenol) الذي يُساعد في خفض ضغط الدم، ويُحسن تناول الكرز من النوم لاحتوائه على تركيزات عالية من هرمون الميلاتونين (Melatonin) الذي يقوم بتنظيم دورات النوم و هو مُفيد للذين يُعانون من الأرق.
كما يحتوي الكرز على معدن النحاس الذي يُساهم في بناء الكولاجين الذي يقوم بالحفاظ على قوة الأوعية الدموية، كذلك يحتوي الكرز على فيتامين أ الذي يُساهم في بناء بروتين الهيموجلوبين الموجود في كرات الدم الحمراء اللازمة لتوصيل الأكسجين لخلايا الجسم لتعمل بالشكل السليم.
أما عن مرض السرطان، فيوضح دكتور أحمد ، فاكهة الكرز تُكافح نشوء السرطان؛ و ذلك لاحتواء الكرز على مُركبات و فيتامينات تمنع حدوث بعض أنواع السرطانات، مثل فيتامين سي و الكاروتينات (Carotenoids) و كذلك مضادات الأكسدة و أهمها الأنثيوسيانين (Anthiocyanin) و مركبات السياندين (Cyanidin) حيث تُقلل من مخاطر تحول الخاليا الطبيعية إلى خلايا سرطانية، و نؤكد أنه ليس معنى أننا نتناول غذاءً صحياً مُقاوم للسرطان أن ذلك يمنع حدوث السرطان تماماً، حيث أن الكثير من أسباب حدوث السرطان لا تزال غير معروفة، و ما يجب علينا هو الأخذ بالأسباب فقط و الله هو الحافظ و الشافي.
وأشار دكتور الاورام ، إلى أنه بالنسبة لمرضى السرطان الحاليين و المُتعافين، فتناول الكرز آمن تماماً و نُشجع على تناوله لفوائده الكثيرة و نكرر أن السكر بصفة عامة و سكر الفاكهة بصفة خاصة ليس ممنوعاً على مرضى السرطان.
وأضاف ، أن الكرز من الفاكهة ذات المؤشر الجلايسيمي المُنخفض، و هذا يعني أن تناوله ينتج عنه زيادة طفيفة في مستوى السكر بالدم و بالتالي لايؤدي إلى زيادة سريعة في مستوى الأنسولين بالدم مما يجعلها تكافح داء السُكريّ، و الكرز لايرفع السكر في الدم بسرعة كما ذكرنا و لكن ننصح مرضى السكر بالرجوع أولاً إلى طبيبهم المُعالج قبل تناوله.
وذكر دكتور "نوفل" ، أنه لا توجد أضرار لتناول الكرز و لكن مثل معظم الفاكهة المعروفة بغناها بالألياف، قد يؤدي الإسراف في تناولها إلى الانتفاخ و المغص، أما عن الكمية المناسبة لتناولها يومياً.
و من أبرز المُعوقات لتناول الكرز هي ارتفاع سعره، و يبلغ سعر الكيلو الواحد منه في مصر الآن حوالي 120 جنيهاً أي ما يُعادل حوالي 4 دولارات أمريكية.