لماذا لا نفكر فى استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء النظيفة؟.. لتكون بديلاً عن محطات الطاقة الكهربائية أو حتى لتكون عاملاً مساعدًا لتعمل بجانب محطات الطاقة الكهربائية الحالية لتخفيف الأحمال عنها والتقليل من نفقات شراء الوقود اللازم لتشغيلها من مازوت وغاز وغيرهما.. وذلك بعد أزمة الكهرباء ومشكلة "قطع النور" التى تكررت مؤخرًا.
هذا المشروع راود تفكيرى كثيرًا وخاصة أن أجواء مصر مهيأة لتنفيذ هذا المشروع حيث أننا – بطبيعتنا – دولة مشمسة صيفًا وشتاءًا.. فلماذا لا نستفيد من هذه الميزة فى تنفيذه؟
والحقيقة لقد آن الوقت الأوان للتفكير خارج الصندوق بعد مشكلة أزمة الكهرباء التى تعرضنا لها ليكون اعتمادنا فى المرحلة المقبلة على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.. بأن كل بيت فى مصر يشترى ألواح شمسية يقوم بتركيبها فوق الأسطح.. ولا ندفع كهرباء.
إننى أعلم أنه مشروع ليس بهين وأنه مكلف للغاية.. ولكنى أرى أن جدواه كبير على المدى المستقبلى.. فلا مانع من أن نتحمل ارتفاع تكلفته فى البداية، مادام أنه سيحقق مردود إيجابى وهو تخفيف الأحمال عن محطات الكهرباء وضغط الإنفاق على استيراد المازوت والغاز وغيرهما.
وحتى لا نروح لبعيد فهناك 6 دول رائدة فى إنتاج الطاقة الشمسية وهى الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والهند وألمانيا وإيطاليا.. وقد شاهدت هذا بنفسى فى ألمانيا فى أوائل التسعينات عندما كنت فى زيارة لألمانيا حيث شاهدت ألواح الطاقة الشمسية تعلو أسطح المنازل هناك.. وهذا يعنى أنه مشروع ذو جدوى ولولا هذه الجدوى ما أقدمت هذه الدول على إدخاله لديها، كل المطلوب منا أن نعد "دراسة جدوى" بمدى جدواه بالنسبة لمصر.. ولا مانع من الاستعانة ببعض الخبراء من هذه الدول الست، بجانب الخبراء المصريين، وإذا أثبتت الدراسة جدوى المشروع بالنسبة لنا، فلنبدأ فى تنفيذه خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ 10 سنوات عموما..
الأمر يتطلب عدم التردد.. وخاصة أنه مشروع حضارى لأنه سينتج لنا كهرباء نظيفة صديقة للبيئة، من ناحية، وسيخفف الأحمال عن محطات الطاقة الكهربائية الحالية من ناحية أخرى، فضلا عن أنه يتوافق مع ما يقوم به الرئيس السيسي من مشروعات حضارية ذات طابع مستقبلى لبناء الجمهورية الثانية.
هذا المشروع طرح فى عهود سابقة ولكنه ظل حبيس الأدراج حتى الآن.. فهل يرى النور فى عهد الرئيس السيسي؟