الخدعة والمهارة.. جهاز تنصت زرعه أطفال فى مكتب السفير الأمريكى

الخدعة والمهارة.. جهاز تنصت زرعه أطفال فى مكتب السفير الأمريكىجهار تنصت

منوعات17-8-2023 | 16:37

لعب التنصت و التجسس دوراً محورياً فى الحرب والسلام حيث أظهر خسارة نحو 70 مليون إنسان ما بين مدني وعسكري من كلا الجانبين، بعدما استمر القتال الأكثر دموية في تاريخ البشرية طوال 6 سنوات كاملة، بمشاركة من أكثر من 100 مليون مقاتل، ينتمون لنحو 30 دولة، وكان لدى المصريين القدماء أيضاً العديد من الكتب السرية المنظمة عن التجسس، وذكر التجسس بالإلياذة وقصة العهد القديم، كما أن الفكرة نفسها قد وردت بمؤلفات أحد أهم رجال الحرب الصينيين "صن تزو" الذي عاش ما بين 544 و496 قبل الميلاد.

وتطور الصراع بحلول الثلاثينيات من القرن الماضى تطوراً منطقياً، حيث كان التجسس البشري يكمله التنصت التقني مثل التنصت على المكالمات الهاتفية والميكروفونات، ولم يكُن هنالك داعٍ لإخفاء هذه الحقيقة حيث إنه في وقت من الأوقات، تم إعطاء الضيوف بمقر إقامة السفير الأمريكي في موسكو بطاقات ترحيب تحذرهم أن كل غرفة يتم مراقبتها من قبل KGB وجميع الموظفين هم موظفون في KGB.

بعد الحرب العالمية الثانية تم إكتشاف الميكروفونات المخفية بانتظام، لكن كان هناك أحد الأجهزة التي ظلت صامدة لم تكتشف لمدة 7 سنوات، كان جهاز الإستماع المتطور للغاية المسمى "الشيء".

لم يكن يحتوي "الشيء" على مصدر طاقة خاص به ولا أي أسلاك وبدلاً من ذلك، كان الجهاز يعمل عبر إشارة لاسلكية قوية من الخارج وبمجرد التفعيل يلتقط الجهاز الموجات الصوتية ويعدل موجات الراديو التي أطلقتها ويرسلها مرة أخرى إلى الجهات المعنية.

بعد ما يقرب من عقدين ، كان ليون قد تم اعتقاله داخل سجن شاراسكا، الذي تم استخدامه كمختبر سري للنظام وقتها، ابتكر ثيرمين نظاماً للتنصت يدعى "بوران"، الذي عدّ النموذج الأولى لما يعرف بميكروفون الليزر حالياً، حيث كان يعمل على اكتشاف اهتزازات الصوت عبر استخدام الأشعة تحت الحمراء منخفضة الطاقة، فـ"الشيء" هو ميكروفون تنصت يعمل بنفس فكرة الـ"بوران"، حيث يتم إخفاؤه داخل صندوق خشبي، يستقبل الترددات ضعيفة الشدة، من ثم يحولها عبر هوائي دقيق إلى الجهات المعنية بالتجسس.

قبل السفير الأمريكي هدية الأطفال، وتم تعليق الهدية التي تبدو بريئة وغير ضارة في مكتبه داخل مقر إقامة السفير في موسكو، حيث بقي في منصبه لمدة 7 سنوات حتى حان موعد تعيين السفير الجديد، وبعد القيام بعمليات بحث شاملة وموسعة لتأمين المنزل لإستقبال الضيف القادم من الولايات المتحدة، تم اكتشاف أن التذكار الذي يبدو "ظاهريا" بريئاً كان أكثر من مجرد زخرفة، فقد كان خدعة زرعها السوفييت في مكتب السفير أحد أكثر أجهزة الإستماع سرية على الإطلاق فقد كانت الهدية التي قدمها الأطفال عبارة عن جهاز تصنت، لقد كانت ذلك الـ"شيء".

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2