حكمة النبي في منع المرور أمام المصلي

حكمة النبي في منع المرور أمام المصليالصلاة

الدين والحياة22-8-2023 | 20:06

شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة جميلة، وهي سنة الصلاة إلى سترة، وهذا يعني أن يضع المصلى أمامه شيئًا حائلًا يُصَلِّي إليه، فمَنْ أراد أن يمرَّ فليفعل ذلك من خلف السترة، وبذلك يحفظ المصلِّي خشوعه في الصلاة دون أن يُرهق الناس بانتظار انتهاء صلاته؛ فقد روى أبو داود -وقال الألباني: حسن صحيح- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ وَلْيَدْنُ مِنْهَا».

وروى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُرْكَزُ لَهُ الحَرْبَةُ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا».

وروى البخاري عن أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْطَحِ، فَجَاءَهُ بِلاَلٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ ثُمَّ خَرَجَ بِلاَلٌ بِالعَنَزَةِ -أي العصا- حَتَّى رَكَزَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالأَبْطَحِ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ».
وروى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ المُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ قَامَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ، حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ، يُصَلُّونَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ المَغْرِبِ، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ شَيْءٌ». والسواري هي أعمدة المسجد، وكانوا يُصَلُّون إليها كسترة.

وذهب جماهير أهل العلم إلى القول أن وضع السترة أمام المصلي سنة مشروعة، إذا كان إماماً أو منفرداً؛ وذلك لأن الأوامر التي أمرت باتخاذ السترة في الأحاديث مصروفة إلى الندب والاستحباب، ولا تعدّ شرطاً من شروط الصلاة، كما أنه لا يلزم من عدم اتخاذها بطلان الصلاة، ولأن الإثم المترتب يكون على المارّ لا المصلي، ولو كانت واجبة لترتّب الإثم على المصلي، وأما بالنسبة للمأموم فلا بأس بعدم وضع سترة أمامه، فسترة إمامه سترة له، حيث إن سترة الإمام سترة لجميع المؤتمين به خلفه لا يلزمهم سواها.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2