لماذا حذر النبي من التشاؤم في شهر صفر؟

لماذا حذر النبي من التشاؤم في شهر صفر؟شهر صفر

الدين والحياة29-8-2023 | 18:55

خلق الله تعالى السنة وعدة شهورها اثنا عشر شهرًا، وقد جعل منها أربعةً حرم، حيث حرَّم فيها القتال تعظيمًا لشأنها، وهذه الأشهر هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب؛ ومصداق ذلك في كتاب الله قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].

فقد وصف الله تعالى في هذه الآيات أعداء الرسل بالتطير والتشاؤم على وجه الذم والتقبيح لفعلهم والتجهيل والتسفيه لعقولهم، فهم لا يفقهون ولا يعلمون، بل هم مفتونون مسرفون. وفي ذلك أعظم زاجر عن هذه الخصلة الذميمة، قال صديق حسن خان رحمه الله: "وبالجملة، التطير من عمل أهل الجاهلية المشركين، وقد ذمهم الله تعالى به، ونهاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه، وأخبر أنه شرك".

وأما النهي عنه في السنة المباركة فقد صحت في ذلك أحاديث كثيرة، قال النووي رحمه الله: "وقد تظاهرت الأحاديث في النهي عن الطيرة"، فمن ذلك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر".

قال النووي رحمه الله: "والتطير التشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي، وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح، فينفِّرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضر".

وقال ابن القيم رحمه الله: "وهذا يحتمل أن يكون نفيًا، وأن يكون نهيًا، أي: لا تطَيَّروا، ولكن قوله في الحديث: (لا عدوى ولا صفر ولا هامة) يدل على أن المراد النفي، وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النهي؛ لأن النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي إنما يدل على المنع منه".

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2