قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إنه منذ عام 2017، حملت فرنسا على عاتقها مسارا واضحا من أجل خلق اتحاد أوروبي قوي، ويمثل قوة عظمى تدافع عن سيادتها وقيمها ومصالحها، مشيرة إلى أنه تم إبرام أكثر من 130 اتفاقية خلال فترة رئاسة بلادها لمجلس الاتحاد الأوروبي، في النصف الأول من عام 2022، وهو رقم كبير وكانت له نتائج كثيرة.
جاء ذلك اليوم الاربعاء، في ختام أعمال مؤتمر سفراء فرنسا في دورته التاسعة والعشرين بكلمة رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن أكدت خلالها أهمية تعزيز السيادة الأوروبية.
وفي بداية كلمتها، رحبت بورن بسفراء بلادها مثمنة عملهم وجهدهم في وقت يشهد فيه العالم العديد من الأزمات الكبرى منها الازمة الروسية الأوكرانية التي لا تزال مستمرة، والوضع في السودان مشيدة بالتنظيم الجيد لإجلاء المواطنين الفرنسيين من الخرطوم، وأيضا الوضع في النيجر ومؤخرا الاحداث الأخيرة في الجابون، حيث تتابع فرنسا الوضع باهتمام بالغ حسبما أكدت بورن.
واستعرضت بورن في كلمتها عددا من أولويات الحكومة الفرنسية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والدبلوماسية الفرنسية، حيث أكدت على أهمية تعزيز السيادة الأوروبية على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وأكدت أن الانتخابات الأوروبية التي ستجرى في بداية يونيو 2024 ستكون حاسمة، مؤكدة إيمانها بأوروبا وبالفرص المتاحة وأن "هذا هو الطريق الأضمن لسيادتنا".
وتابعت أن السيادة الأوروبية وتلك الوطنية يكملان ويعززان بعضهما البعض مع التحديات الهائلة التي تواجهها أوروبا والحلول التي تقدمها.
من ناحية أخرى، أكدت بورن على أهمية تعزيز شراكات فرنسا الدولية في خدمة القيم الفرنسية، مشددة على ضرورة أن تأخذ فرنسا زمام المبادرة وأن تشكل تحالفات دولية طموحة.
وقالت: "بذلك، سنواصل بناء هذه الشراكات، مع عمل وزيرة الخارجية كاترين كولونا، وسكرتيرة الدولة لشؤون التنمية والفرانكوفونية والشراكات الدولية في الحكومة كريسولا زاخاروبولو، من خلال الاستفادة من النجاحات التي حققناها في الأشهر الأخيرة"، مشيرة إلى قمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" الذي عقد في باريس في يونيو الماضي.
كما أكدت ضرورة التحضير للفعاليات الدولية الكبرى القادمة التي ستعقد في فرنسا، مثل قمة الفرانكوفونية في أكتوبر 2024، ومؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في يونيو 2025.
كذلك، أشارت رئيسة الوزراء إلى أهمية أن يولي سفراء فرنسا اهتماما خاصا في عملهم لمكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي، مشيرة إلى أنها في هذا الصيف أعطت توجهات جديدة لسياسة فرنسا التنموية ترسخ أسس سياسة التنمية الموحدة على أن تشمل سياسة التضامن الدولي التي تلبي مصالح فرنسا، ومصالح شركائها، وأيضا سياسة الشركات الفرنسية والمجتمع المدني والسلطات المحلية والشباب.
وعُقد مؤتمر "سفراء فرنسا" في دورته التاسعة والعشرين هذا العام على مدار ثلاثة أيام تحت شعار "طموح الدبلوماسية الفرنسية للتأكيد على مبادئ فرنسا ومصالحها وتضامنها"، وهو لقاء مهم للدبلوماسية الفرنسية، حيث يعد فرصة لعرض أولويات عمل السفراء. ويحرص ممثلو الدبلوماسية الفرنسية على الخوض في نقاشات خلال المؤتمر لمشاركة خبراتهم وأيضا تقييم الجهود الدبلوماسية المبذولة.