استقبل الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- الدكتور الخان بولوخوف، سفير أذربيجان لدى مصر؛ لبحث أوجه تعزيز التعاون الديني والإفتائي بين البلدين.
وفي مستهل اللقاء استعرض المفتي، مجهودات دار الإفتاء المصرية في إصدار الفتاوى، وضبط بوصلة الفتوى داخليًّا وخارجيًّا، مشيرًا إلى أنَّ الدار تستقبل ما يقرب من 5 آلاف فتوى يوميًّا من إداراتها المختلفة.
وأضاف أنَّ الدار أنشأت عام 2014 مرصدًا للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة يعدُّ أداةً رصدية وبحثية هامة لخدمة المؤسسة الدينية، وأنه قد أصدر ما يقرب من 700 تقرير حتى الآن، موضحًا أن هذا المرصد قد تم تطويره لِيُصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز بحثي وعلمي لإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، يرتكز على مناهج وسطية إسلامية، ويعالج مشكلات التشدد والتطرف الخاصة بالمسلمين حول العالم، ويقدم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة الآخذة في الزيادة.
وتطرَّق المفتي إلى الحديث عن تطبيق «Fatwa Pro»، فأوضح أن دار الإفتاء سعت لمواكبة التكنولوجيا العصرية بإطلاق تطبيق إلكتروني متعدد اللغات، أُنشئ للتواصل مع الجاليات المسلمة- خاصة في الغرب- الناطقة باللغات الإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى ليكون بمنزلة المفتي المعتدلِ والمعين لهم على الحصول على الفتوى الرشيدة المرتبطة بالأصل والمتصلة بالعصر دون إفراط أو تفريط.
كما أوضح المفتي أنَّ الدار تهتم كذلك بتدريب المفتين وتأهيلهم، ولديها إدارة متخصصة في ذلك يتلقَّى فيها المتدربون برامج متخصصة في التدريب على الفتوى مدَّتها تصل إلى ثلاث سنوات، وتخرَّج فيها عشرات المفتين؛ وذلك لخلق جيل جديد من المفتين قادر على إدراك الواقع وفهم النصوص الشرعية فهمًا رشيدًا ومستنيرًا لإصدار الحكم الشرعي الصحيح.
فيما أشار إلى استعدادات دار الإفتاء المصرية لعقد مؤتمرها العالمي الثامن في أكتوبر القادم بعنوان "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" تحت مظلَّة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، مشيرًا إلى أنَّ شيخ الإسلام في أذربيجان سماحة الشيخ الله شكر زادة سيكون ضيفًا رئيسيًّا في المؤتمر.
وأبدى مفتي الجمهورية استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لكافة أشكال التعاون بين دار الإفتاء وأذربيجان، وكذلك استقبال الطلبة الأذربيجانيين لتدريبهم على مهارات الإفتاء.
من جانبه أثنى الدكتور الخان بولوخوف، سفير أذربيجان لدى مصر، على جهود دار الإفتاء المصرية في مصر والخارج، معربًا عن تقديره لدعم مصر لأذربيجان منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي وحتى الآن.
كما أعرب أيضًا عن امتنانه لجهود الأزهر الشريف في دعم طلاب أذربيجان الذين يدرسون في ربوعه، معبرًا عن تمنياته بنجاح مؤتمر الإفتاء المرتقب، وتطلعه إلى المزيد من التعاون والدعم مع دار الإفتاء المصرية.