تقول فطوم حسن ، إخصائى سلوك أطفال، تعد الخمس سنوات الأولى من أهم المراحل العمرية عند الطفل في نمو شخصيته وتوافقه النفسي ، والرعاية والاهتمام التي يلقاها الطفل في هذه المرحلة هى حجر الأساس في نمو شخصيته نموا متكاملا نفسيا واجتماعيا وعقليا وجسميا.
وعندما نتحدث عن مشكلة الطلاق بين الزوجين فلابد أن نعى أنها من أكثر وأصعب المشكلات التي يتعرض لها الطفل في حياته كلها حيث يتعرض الطفل لحالة نفسية بعد الطلاق واضطرابات سلوكية شديدة نتيجة مايراه من حوله من خلافات ونزاعات وعنف بين والديه؛ فهذا يؤثر عليه بشكل سلبي لأن بعد الطلاق يشعر الطفل بعدم الأمان والطمأنينة، والصراع في اختياره مع من يعيش بقية حياته فهذا أمر يصعب على طفل يرى منزله يتفكك، فينتابه الشعور بالقلق الدائم ، الخوف المستمر ، الوحدة والشعور بعدم الدفء والعزلة والانسحاب وعدم ثقته بنفسه وضعف شخصيته بجانب شعوره بالغيرة من الأطفال الآخرين لتواجدهم مع الأب والأم، فيدخل الطفل في نوبات اكتئاب وانطواء والتبول اللارادى ، ويكون عنيفا وعنيدا في التعامل مع الآخرين وتتابع ، قد يحدث إصابة الطفل بالتوحد وإنحدار مستواه الدراسي والأخلاقى.
وأضافت اخصائية سلوك الطفل، أنه يجب على كل أب وأم عدم اتخاذ قرار الطلاق إلا بعد تفكير طويل، لكي لايتسببوا في تدمير الحالة النفسية لأطفالهم وابعادهم عن المشاكل الأسرية والاستجابة لكل متطلباتهم، وعدم اتخاذ قرار الطلاق سلاح لتدمير أولادهم ، وإذا اضطروا للأنفصال ، فعلى القائمين على تربية الأطفال أن يقوموا بمساعدتهم على تخطى هذه الأزمة بما فيها من آثار وأضرار مؤلمة والوصول بهم إلى بر الأمان .