الزمن تغير، و تغير معه الكثير من العادات والتقاليد والمعتقدات، لكن تظل هناك موروثات ثابتة معنا، من هذه الموروثات عنوسة الفتيات حتى وإن قل استخدام كلمة العنوسة واستبدلت بمصطلح "تأخر سن الزواج"؛ حتى لا تجرح الكلمة قلوب أكثر من نصف مليون فتاة تزيد أعمارهن على الخمسة وثلاثين عاما من دون ارتباط وفقا لإحصائية الجهاز المركزي للإحصاء، وبالتأكيد أضعاف هذا العدد للفتيات بين الثلاثين والخامسة والثلاثين.
ولقد كشفت إحدى الإحصائيات الصادرة من "المركز القومي للبحوث الاجتماعية"، ارتفاع نسبة العنوسة بين خريجات الجامعة في مصر حيث اظهرت الدراسة إن 50% من خريجات الجامعة يعانين من العنوسة وإن بعضهن يفضلن تأجيل الارتباط بشريك العمر حتى حصولهن على أعلى الدرجات العلمية والوظيفية، وهناك 9 ملايين فتاة فاتهن قطار الزواج، ونسبة غير المتزوجين من الشباب من الجنسين بلغت بشكل عام حوالى ٣٠٪ وبالتحديد ٢٩,٧٪ للذكور، و ٢٨,٤٪ للإناث.
ورغم تغيّر نظرة المجتمع نحو عنوسة الفتيات التي أصبحت أكثر تقبلا للظاهرة مما جعل توصيف العانس هي من تتخطى الخامسة والثلاثين من عمرها بلا زواج بفارق عشر سنوات على الأقل في المجتمع نفسه الذي كان يطلق الوصف على الفتيات إذا تخطين منتصف العشرينيات من دون ارتباط، فإن ظاهرة العنوسة التي تتزايد كل يوم مازالت تؤرق الفتيات والأمهات.
ولكن ما هى أسباب ومخاطر تأخر سن الزواج وكيفيه الحد من تلك المشكلة ، والمشاكل المترتبة على العنوسة وأسبابها ودور السوشيال ميديا فى تلك المشكلة، ومقترحات للحد من تلك المشكلة الخطيرة..
تقول دكتورة أسماء محمد نبيل أستاذ مساعد علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس,يؤدى ارتفاع معدلات العنوسة إلى زيادة بعض الظواهر الغير مقبولة دينياً واجتماعياً مثل الزواج العرفى أو العلاقات غير الشرعية أو الإقبال على الإدمان وارتفاع معدلات التحرش كذلك فإن الفتيات العازبات غالباً ما يتعرضن لأمراض نفسية، كما وإن عدم الاستقرار النفسى للشباب من الجنسين ينعكس سلباً على قدرة المجتمع على الإنتاج.
وعن أسباب العنوسة، توضح ، ترجع في المقام الأول إلى اختلال المعايير التي يتم على أساسها الاختيار الزواجى فقد أصبحنا نهتم بالماديات والشكليات على حساب الدين والأخلاق ، فنجد ارتفاع المهور والمغالاة فيها والتشدد فى تحديد مواصفات عش الزوجية والأثاث التي تفوق قدرة أغلب الشباب، كذلك البطالة وانحسار الوظائف وفرص العمل أمام الشباب، وترتبط أيضاً أسباب العنوسة بعدم استعداد الطرفين لبناء أسرة ورغم أهمية العامل الاقتصادى إلا أنه ليس هو السبب الأوحد في تراجع معدلات الزواج فهناك متغيرات اجتماعية ونفسية لعبت دوراً فى تراجع الزواج ضمن قائمة أولويات الشباب فتنوعت تلك العوامل بين الطموح الشخصى والخوف من المسئولية وتحمل تبعات الزواج الاجتماعية والاقتصادية والرغبة في الحرية فضلاً على الدور الذى لعبته في بعض الأحيان وسائل التواصل في تكريس مجموعة من المفاهيم حول الأفكار الخاطئة أو المبالغة في وصف الحياة الزوجية وربطها بنشوب المشاكل والخلافات .
الحد من العنوسة
وقدمت أسماء نبيل. بعض المقترحات في سبيل الحد من العنوسة، أولا يجب على الأسرة ألا يبالغوا في شروط قبول الشباب المتقدم لزواج ابنتهم والتخلى عن بعض الأفكار الخاطئة مثل (تزويج البنت الأكبر قبل البنت الأصغر)، وعدم المغالاة في مواصفات شريك الحياة فيجب أن يعرف كل شاب وكل فتاة بأنه لا يوجد إنسان كامل فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى ومن ثم يجب ألا يكون هدف الشاب جمال الفتاة .
وكذلك الفتاة حيث النظر إلى وسامة الشاب، فالجمال هو جمال العقل والروح وقبل كل ذلك يجب النظر أولاً إلى عنصرى الدين والخلق في اختيار الطرف الآخر ، ثانيا، يجب الاهتمام بالخطاب الدينى ووجوب مناداة رجال الدين الإسلامي والمسيحى في المساجد والكنائس على التنازل عن بعض متطلبات الأهالى والرضا بما يتوسموا فيه حسن الخلق، ثالثا ، توجيه الإعلام للحث على مخاطر تأخر الزواج وبث برامج إذاعية وتلفزيونية تجسد الحياة اليومية للشباب والفتيات قبل وبعد الزواج بصورة إيجابية ، رابعا، ضرورة مشاركة المجتمع المدنى في مشروعات تيسير الزواج مثل المساهمة في حفلات الزواج الجماعى وتقديم المساعدات المادية والعينية للشباب المقبل على الزواج.