الصين وأمريكا حرب التجارة تنطلق من جديد

كتبت : بسمة المنزلاوي

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي  بفرض رسوم علي بضائع صينية تبلغ قيمتها ٣٤ مليار دولار بنسبة ٢٥٪ وردت الصين بفرض نفس النسبة ٢٥٪ علي ٥٤٥ منتج أمريكي بقيمة ٣٤ مليار دولار كذلك

وأعلن الرئيس الأمريكي عن نيته لفرض رسوم علي منتجات صينية أخري بقيمة ١٦مليار دولار قبل نهاية الشهر الحالي وهدد في تصريحات له بان يصل اجمالي قيمة البضائع الصينية الخاضعة للرسوم الي ما يزيد عن ٥٠٠مليار دولار

لتستمر حرب التجارة التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارس الماضي وتستمر الحرب في التصاعد بقرارات تبادلية بين الدولتين بفرض مزيد من الرسوم وفرض مزيد من الإجراءات الحمائية علي حركة التجارة بين البلدين ويتجاوز تأثير هذه القرارات اقتصاد البلدين ليشمل الاقتصاد العالمي ككل

وكالة بلومبرغ الامريكية نشرت الْيَوْمَ تحت عنوان trade war sparks mounting concerns of growth risks : economy  week

مؤكدة أن هناك مخاوف من استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتأثيرها علي النمو الاقتصادي العالمي كما حذرت الصين من ان استمرار فرض الرسوم التجارية قد يوءدي الي ركود اقتصادي عالميوهددت بأنها تمتلك ترسانة من الأسلحة الغير جمركية علي حد تعبيرها للرد علي ترامب

كما يؤكد نواب البيت الأبيض أن ترامب يجب ان يوقف الحرب التجارية لان الجميع فيها خاسرون وأصبح يواجه العديد من الانتقادات  حتي من الحزب الموءيد له

ويقول جاكوب ليو وزير الخزانة الأمريكية أمريكا لا يجب أن تستخدم ادعاءات أمنية زائفة لفرض مزيد من الرسوم الجمركية ولكن يجب انشاء اتحاد عالمي لمواجهة الممارسات الصينية غير الشرعية والتي تستهدف احيانا اغراق السوق الأمريكي وتهديد الصناعة الأمريكية

ويؤكد أن الاستمرار في فرض الرسوم الجمركية سيتسبب في الخسارة للجميع وأن الولايات المتحدة الأمريكية تهدد بهذه السياسات النظام العالمي القائم علي العولمة وحرية التجارة التي قامت هيا بناءه

واستخدمت الوكالة مصطلح "Trumponomics  بمعني الاقتصاد علي طريقة ترامب تحت عنوان

Trumponomics:trade war spotlight presidents unorthodox stance

وتقول أن ترامب يعتقد ان عجز الميزان التجاري الامريكي الصيني هو دليل علي "سرقة " الصين لشعبه علي حد قوله

والاقتصاديون يؤكدون أنه لا يفهم جيدا لغة التجارة والأسواق والجمارك وأنه يتعامل من خلفيته كرجل اعمال وفِي تصريحات عديدة للرئيس الامريكي اعتبر العجز التجاري الامريكي لصالح الصين وكندا والذي يصل الي ٨٠٠ مليار دولار انه أموال تخسرها أمريكا و "تسرقها  " الدول الآخري

ولكن الاقتصاديون ومن ضمنهم لاري كودلو المستشار الاقتصادي للرئيس الامريكي يؤكد انها رؤية ناقصة وغير صحيحة لحركة التجارة فالميزان التجاري بين اى بلدين هو مقياس للحركة التجارية وحركة الصادرات والواردات بين الدول وليس مؤشر للمكسب او الخسارة

والعجز لصالح الدول الآخري يعني أن الدول لآخري تبيع للولايات المتحدة سلع وخدمات أكثر مما تبيع الولايات المتحدة من سلع وخدمات للدول الآخري وهو امر غير مستغرب علي اكبر اقتصاد استهلاكي في العالم .

والحل استهداف اقتصاد إنتاجي اكثر مزيد من الصناعة مزيد من الصادرات

ومن جانب اخر العمل علي تخفيض الاستهلاك وتخفيض الواردات وليس فرض الجمارك او الدخول في حرب تجارة الجميع فيها خاسرون