كشفت وزارة البترول والثروة المعدنية، عن أن الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات تستثمر حوالي 1.467 مليار دولار في 5 مشروعات جديدة تشمل: مشروع إنتاج الصودا آش، ومشروع العلمين لمنتجات السليكون، ومشروع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة MDF ومشروع إنتاج الإيثانول الحيوي، ومشروع إنتاج مشتقات الميثانول.
وأكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية - خلال ترؤسه اجتماع الجمعية العامة للشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات لاعتماد نتائج أعمال العام المالي 2022/2023 - أن تعظيم فرص مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار في المشروعات البتروكيماوية الجديدة لدعم الاقتصاد الوطني يأتي ضمن المحاور الرئيسية لاستراتيجية الوزارة المحدثة لصناعة البتروكيماويات حتى عام 2040، والتي وضعت الوزارة والشركة القابضة للبتروكيماويات من خلالها خريطة لصناعة البتروكيماويات خلال الفترة المقبلة تحدد أولويات الاستثمار فيها وفقًا لاحتياجات الدولة وخططها التنموية.
وقال الملا إن الخريطة الجديدة لصناعة البتروكيماويات المصرية توجهت إلى تنويع رؤوس الأموال وجذب استثمارات وطنية وعالمية إلى مشروعات البتروكيماويات الجديدة من خلال شراكات استثمارية مع كيانات قطاع البترول وتشجيع شراكة القطاعين الحكومي والخاص في البتروكيماويات.
ولفت إلى أن مشروع إنتاج الصودا الكربونات الصوديوم ،الجاري إجراءات إقامته بمدينة العلمين الجديدة، يعتبر بداية حقيقية لهذه المشاركة وأنه قد تم التعاون أيضًا مع قطاعات الدولة والقطاع الخاص في مشروع إنتاج السيليكون الجاري إقامته بالعلمين والذي سيوفر منتجات تستفيد منها قطاعات وصناعات مختلفة يحتاجها السوق.
وأوضح الملا أن الوزارة توجهت في إطار استراتيجيتها المحدثة إلى إقامة هذين المشروعين الفريدين إلى جانب الإسراع بمشروع إنتاج الألواح الخشبية MDF من قش الأرز بالبحيرة لما لها من أهمية بالغة في توفير منتجات وخامات يتم استيرادها بتكلفة كبيرة على الاقتصاد وإحلالها بمنتج مصري الصنع خاصة وأن المشروعات الثلاثة لا تتطلب استثمارات ضخمة وتعتمد على مواد خام متوفرة محليا، كما أن إحداها وهو مشروع إنتاج الألواح MDF ، له مردود بيئي كذلك للمساعدة في الاستفادة من قش الأرز بدلاً من حرقه، كما أصبحت هذه المشروعات نموذجًا في الاقتصاد الوطني يشجع المستثمرين على ضخ استثمارات في مشروعات مماثلة.
وأضاف أن الوزارة حرصت على تهيئة كافة الإمكانيات والمقومات مثل الأراضي وغيرها وتقديم التسهيلات اللازمة لتنمية وقيام الصناعات والمشروعات الجديدة للبتروكيماويات مما يمثل عاملًا مؤثرًا في تحفيز الاستثمار وخاصة بمنطقة العلمين الجديدة المهيئة لإقامة مجمعات للصناعات الصغيرة والمتوسطة مستقبلاً.
وأكد الملا أن الوزارة تعمل إلى جانب ذلك على زيادة طاقة الإنتاج من مختلف المشروعات والمجمعات الصناعية القائمة للبتروكيماويات وتطوير وحداتها الإنتاجية وهناك خطط يجرى تنفيذها، مشيرًا إلى ما تم مؤخرًا من تطوير لمصانع شركة البتروكيماويات المصرية، إحدى قلاع القطاع العام بالإسكندرية، لتعظيم إنتاجها الذي يتسم بارتفاع جودته ويحتاجه السوق المحلي.
من جانبه، استعرض المهندس إبراهيم مكي، رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، أبرز ما تم إنجازه في مجال تنفيذ المشروعات الجديدة للبتروكيماويات.
وقال إنه تم خلال العام إطلاق أعمال مشروعي إنتاج السيليكون وإنتاج الصودا آش، حيث عقدت الجمعية التأسيسية لشركة الصودا آش، وتساهم الشركة القابضة للبتروكيماويات بنسبة 20% في رأس مال المشروع ممثلة لقطاع البترول، بالإضافة إلى مشاركة القطاع الخاص في هذا المشروع الذي يساهم في إحلال الواردات.
وأضاف مكي أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى للمشروع، والبدء في إجراءات اختيار المقاول العام، وتبلغ التكلفة الاستثمارية نحو 684 مليون دولار.. حيث تدخل مادة الصودا آش في العديد من الصناعات مثل الزجاج والصابون والمنظفات والورق والمنتجات الطبية والأطعمة والمشروبات والأعلاف الحيوانية والأسمدة والتعبئة والتغليف واللدائن والمطاط والبلاستيك والدهانات.
وأوضح أن مشروع العلمين لمنتجات السيليكون يساهم فيه قطاع البترول بنسبة 40% بالشراكة مع استثمارات للقطاعين الحكومي والخاص، وأنه يندرج ضمن المشروعات الاستراتيجية والقومية للدولة، ويهدف لاستغلال خام الكوارتز فائق النقاوة المتاح محليًا كمادة تغذية لإنتاج 45 ألف طن سنويًا من السيليكون المعدني كمرحلة أولى بتكلفة استثمارية تبلغ 172 مليون دولار، وهذا سيلبي احتياجات السوق المحلي من هذه المادة التي تستخدم في العديد من التطبيقات الصناعية مثل صناعة الألومنيوم.
ولفت مكي إلى تقدم أعمال تنفيذ مشروع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة MDF لشركة تكنولوجيا الأخشاب باستثمارات 351 مليون يورو والذي يهدف إلى إنتاج 205 آلاف متر مكعب سنويًا من ألواح MDF من قش الأرز بهدف تلبية جزء من الاحتياجات المحلية وإحلال الواردات، بالإضافة إلى المساهمة في الحد من التلوث البيئي الناتج عن حرق قش الأرز، وقد انتهت أعمال التصميمات الهندسية التفصيلية وتوريد كامل معدات خط الإنتاج ويجرى الانتهاء من الإنشاءات والتركيبات.
وأشار العرض التوضيحي خلال الجمعية إلى أنه يجرى حاليا تطوير مجمع العلمين للبتروكيماويات لإنتاج المنتجات البتروكيماوية المتخصصة والمنتجات البترولية، ويجرى الترويج للمشروع مع عدد من المستثمرين الاستراتيجيين.
وفي إطار تنفيذ مشروع إنتاج الإيثانول الحيوي بطاقة تصميمية 100 ألف طن سنوياً وبتكلفة استثمارية 120 مليون دولار، فقد تم الانتهاء من التصميمات الهندسية الأساسية للمشروع، كما تم توقيع مذكرات تفاهم لتسويق المنتجات وتوقيع مذكرة الشروط والأحكام الخاصة بتمويل المشروع.
وفيما يتعلق بمشروع إنتاج مشتقات الميثانول والذي يهدف لإنتاج 140 ألف طن سنوياً باستثمارات 120 مليون دولار، فقد تم ضغط الجدول الزمني للمشروع والمضي قدماً في تنفيذه.
وأوضح رئيس القابضة للبتروكيماويات أن الإنتاج الحالي من البتروكيماويات بلغ نحو 4 ملايين طن سنوياً خلال العام المالي الأخير، مستعرضا المشروعات الجارية للتوسع وزيادة الكفاءة والطاقة الإنتاجية بالمشروعات القائمة من قبل.
وتشمل هذه التوسعات زيادة إنتاج مصنع إيلاب لإنتاج الألكيل بنزين بالإسكندرية ومشروع إنتاج البولي إيثيلين الملون بمجمع إيثيدكو وزيادة السعة الإنتاجية بمصنع اليوريا بمجمع موبكو، ومشروع التطوير وزيادة الطاقة الإنتاجية لمصانع شركة البتروكيماويات المصرية بالإسكندرية، ومشروع إنتاج الكهرباء والبخار بنظام الدورة المركبة بشركة سيدي كرير للبتروكيماويات.
كما أشار إلى بدء إجراءات مشروعات الطاقة الخضراء مثل مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء في دمياط بالشراكة مع شركة سكاتك النرويجية بطاقة 150 ألف طن سنوياً، وتأسيس شركة دمياط لإنتاج الأمونيا الخضراء بنظام التأسيس الإلكتروني.