الجارديان: الهجومان الانتحاريان في باكستان أمس يعكسان عمق الأزمة التي تعاني منها البلاد

أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الهجومين الانتحاريين اللذين وقعا أمس الجمعة في باكستان وتسببا في مقتل ما يقرب من 60 شخصا وإصابة مئات آخرين بجروح يعكسان عمق الأزمة التي تعاني منها البلاد .

وأشارت كاتبة المقال هانا إليس بيترسون إلى أن تزايد وتيرة العنف في البلاد يأتي في وقت تعاني فيه باكستان من انهيار اقتصادي كبير بينما تقف الحكومة الحالية مكتوفة الأيدى إزاء تلك الأوضاع .

ويضيف المقال أن المشاهد المروعة للمصابين و جثث الضحايا المنتشرة على الأرض أصبحت مألوفة لدي المواطن في باكستان في الفترة الأخيرة، موضحا أن باكستان شهدت أمس الجمعة وتيرة متزايدة من العنف بعد أن قام شخصان بهجومين انتحاريين وسط جمع غفير من المسلمين الذين كانوا يحتفلون بذكرى المولد النبوي .

وتقول الكاتبة أنه في الوقت الذي تستعد فيه باكستان للانتخابات العامة بحلول يناير المقبل تنتاب المخاوف العديد من المحللين السياسيين من ازدياد وتيرة العنف في الفترة القادمة ولاسيما أن نذر أعمال العنف تلوح في الأفق.

وترى الكاتبة أنه ليس من المحتمل أن تكون أحداث العنف التي وقعت أمس الجمعة ذات صلة بالانتخابات المزمع إجراؤها في يناير المقبل، إلا أن المخاوف تزداد من ارتفاع وتيرة العنف طالما الصراع بين حركة طالبان وجماعة داعش مازال مستمرا وهو ما ينذر بسعي كلا الطرفين لإثبات قدرته على فرض نفوذه.

ويشير المقال إلى أن أجزاء شاسعة في شمال غرب إقليم خيبر باختونخوا تعاني من انتشار جماعة طالبان بها، موضحا أن الأنشطة الإرهابية في البلاد بدأت تتزايد في أعقاب تولي حركة طالبان مقاليد السلطة في أفغانستان في وقت تعاني فيه باكستان من أزمات كارثية على المستوى الاقتصادي والسياسي.

ويوضح المقال في هذا السياق أن باكستان تمر بأسوء أزمة اقتصادية في تاريخها في وقت تعاني فيه البلاد من عجز حكومتها عن إدارة شؤون البلاد بينما يقضي رئيس وزرائها السابق عمران خان فترة عقوبة خلف القضبان.

ويشير المقال في الختام إلى تصريحات الخبير في شؤون الجماعات الجهادية زاهد حسين التي يقول فيها أن باكستان واجهت في البداية مشاكل اقتصادية تلتها أزمة سياسية طاحنة والآن تواجه أعمال عنف مروعة من جانب الجهاديين.