حكايتنا

حكايتناسعيد صلاح

الرأى8-10-2023 | 09:29

ماذا كنا.. وكيف أصبحنا؟!.. هذا هو ملخص الحكاية، وبين البداية وما وصلنا إليه تفاصيل كثيرة يعلم بعضنا قليلاً من تفاصيلها ويجهل البعض الآخر الكثير من التفاصيل التى يجب أن يعلمها "بالضرورة"، ليدرك عن قناعة وإيمان كامل كيف تكونت دولة حقيقية خلال السنوات العشر الماضية؟!

لذلك، فإنني أرى فى مؤتمر حكاية وطن الذى عقد على مدار ثلاثة أيام خلال الأسبوع الماضى، مستوى "توثيق تاريخي" على أعلى مستوى يحكي ويوثق بالأرقام الصادقة الشفافة كيف كنا وكيف أصبحنا وكيف استطاع رجال مصر لذين حملوا على عاتقهم المسئولية أن ينجحوا إلى هذا الحد فى بناء الوطن من جديد، بل يؤسسوا لجمهورية جديدة نفخر بها جميعًا الآن وفى المستقبل.

مصر قبل عام 2014، كانت تعاني من أوضاع داخلية غير مستقرة وإرهاب، فقد شهدت البلاد 260 عملاًإرهابيًا خلال عامي 2013 و2014فقط، فضلاً عن تحديات اقتصادية وتراجع فى الدور الإقليمي والدولي لها، لذلك كان التحدي الأكبر، هو سرعة استعادة حالة الأمن والاستقرار وإعادة بناء الدولة وتطويرها، وقد حدث ذلك فعلاً، الأمر الذي يتطلب معه الانتباه الشديد للحفاظ على هذا النصر الكبير والحرص والحذر من تهديدمختلف يمكن أن يكون أخطر من الإرهاب، وهو حروب الجيل الرابع والخامس، والتي تتعرض لها مصر على مدار السنوات الماضية، والتي تقوم بها جماعة الإخوان"الإرهابية" فى الداخل والخارج من خلال لجان إلكترونية بإمكانيات مالية ضخمة، إضافة إلى بعض العناصر المتعاونة معها.

وقد شهدت مصر خلال السنوات العشر الماضية محاولات مستمرة ومستميتة لبناء حالة من عدم الثقة لدى المصريين حتى يكونوا متشككين وغير واثقين فى أنفسهم، وغير واثقين فى بلدهم، لكن الواقع أثبت لهم أن المصريين لديهم من الوعي ما يمكن أن يكون صخرة تليدة يتحطم عليهم مكرهم السحيق، ولديهم من الوعي ما يجعلهم على يقين كامل بأن الدولة المصرية تم بناؤها فى الفترة الأخيرة بطريقة ستكون عصية على الأشرار أو أى أحد أراد أويفكرفى أن ينال منها أو يهدمها مثلما حدث من قبل.

وهذا ما أكد عليه الرئيس عندما تحدث إلينا من القلب صادقًا بضرورة سد أي ثغرة يمكن أن تستخدمها الجهات التي تحرك نظم الحرب الحديثة لهدم الدول، والحفاظ على الدولة دون النظر لمن يقودها أو يديرها، لأن مصر هي الأهم، موضحًا أن الدولة بمؤسساتها عبارة عن أحزمة تحكم الحماية والأمن للدولة بداية من مؤسسة الرئاسة إلى الدستور والمؤسسات البرلمانية والوزارات المختلفة، وكل مؤسسة يتم استهدافها تعني تفكيك شيء فى الدولة، لذلك يجب ألا نعطي فرصة لأحد أن ينال منها مرة أخرى ويهدرهذا المجهود الكبير من أجل مصالح وأطماع شخصية، وأن نتسلح بفكرة أن "الأمة لا تنهض إلا بالبناء والإصلاح، لا بالخراب أو الإساءة أو الإهانة أو الهدم أو التشكيك أو الظلم".

أضف تعليق

مجرمون على خطى نيرون

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2