لن تكون هيروشيما

لن تكون هيروشيماحسين خيري

الرأى13-10-2023 | 16:04

حروق بالغة الخطورة على أجساد ضحايا غزة من أطفال وشيوخ ونساء، الفاعل سلاح الفسفور الأبيض، وهو مادة شمعية عبارة عن امتزاج الفسفور بالأكسجين، ينتج عن تفاعلهما غازات حارقة مصحوبة بحرارة مرتفعة، ويتسرب إلى التربة وإلى قاع الأنهار والبحار، ويشوى الكائنات البحرية، ويهدد حياة الإنسان والبيئة على المستقبل البعيد.

حين يسقط على الإنسان، يسبب ذوبان جلده، ليحترق تماما ويصل إلى العظام، ويصف أساتذة مادة الكيمياء أن القنابل الفسفورية من أعنف وأفظع الأسلحة فتكا وقتلا، ويعترف الأطباء بصعوبة علاج حروقها للغاية، وتولد تلك القنابل حرائق تمتد إلى مساحة تصل إلى عدة أمتار.

لذا كان القرار الأممى بتحريم استخدامها فى الحروب، وفى موقف لا يدعو للدهشة من يشرف على تصنيعها الدول العظمى، وتستخدمها فى حروبها، كأن لسان حالها يقول سحقا للقانون الدولى، ولتذهب اتفاقيات جنيف إلى الجحيم، إنها بمثابة مساحيق تجميل، لتوارى سوءة العالم الغربى.

أقرت اتفاقية جنيف فى مادتها الثالثة الأسلحة الحارقة، وتنص على تحريم استخدام سلاح الفسفور الأبيض ضد المدنيين والعسكريين، بريطانيا أول من صنعت قنابل فسفورية، وبناء عليه أنشأت مصنعا كبيرا خاص لإنتاجها، واستعملتها الولايات المتحدة فى الحرب العالمية الثانية وفى حربها فى فيتنام.

ولماذا نذهب بعيدًا فقد قطعت الولايات المتحدة الطريق أمام التكهنات وأعلنت تقديم ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا، رغم معارضة المنظمات الحقوقية التى طالبت واشنطن بعدم تزويد كييف بهذه الأسلحة المحرمة دوليًا، التى يبدو أنها ستكون أحدث الأسلحة الفتاكة فى الحرب الروسية الأوكرانية.

وفى تصعيد غير مسبوق ضد المدنيين الفلسطينيين ينافى كل ما هو إنساني ومحرم دوليا، يواصل الجيش الإسرائيلى وسائله لإبادة العائلات الفلسطينية من خلال عدوانه الواسع على قطاع غزة حتى ألعاب الأطفال لم تسلم من قذائف طائراته، فقد بثت الفضائيات مشاهد ركام متاجر لألعاب الأطفال.

المقدمات الحارقة للأرض ولسكان غزة تشير إلى إحراق قطاع غزة بالكامل، مثلما أحرقت الولايات الأمريكية نجازاكى وهيروشيما، وتعد البلد الوحيد الذى استخدم الأسلحة النووية فى الحرب، برغم أنها صدقت على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية فى عام 1968، ولكن هيهات، فغزة لن تكون هيروشيما، غزة شهدت معارك قاسية، وعانت حصارا على مدار 18 عاما ومازالت عصية، ومازالت صامدة، نسمع صوت سيدة فلسطينية تتحدث من غزة بين أعمدة الدخان وأصوات التفجيرات تناشد العرب فى الخارج بالثبات، وتقول لهم سنظل صامدين.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2