من رحمة الله -عزّ وجلّ- بالمسلمين أن شرع لهم كثيرا من العبادات والأفعال التي من الممكن أن تُفعل تقرّباً إليه، ومن هذه العبادات التي شُرعت سجود الشكر.
ويشكر الإنسان الله -تعالى- إذا حدثتٌ له نعمةٌ، أو اندفع عنه شرٌّ كاد يصيبه، ودليل ذلك قول الله عزّ وجلّ: (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ).
ففي شكر الإنسان لله -تعالى- حياةٌ لقلبه وروحه، وزيادةٌ لإيمانه، وزيادةٌ للنعم في حياته، وشكر الإنسان لله -تعالى- يتمثّل بأن يعترف الإنسان أنّ النعمة التي حصلت له، أو البلاء الذي اندفع عنه، هو من الله -تعالى- وبإرادته، ومن لم يشكر الله -تعالى- ويعترف بفضل الله عليه، فإنّ النعم تُسلب من الإنسان جزاء جحوده بها.
وقالت دار الإفتاء المصرية: إن باغتت الإنسان النعمة وتعذَّر عليه الوضوء وشق عليه ترك ما شَغَلَهُ من شأنٍ، فيجوز له أن يسجد على حاله متوضئًا أو لا، متجهًا للقبلة أو لا؛ تقليدًا لمن أجاز ذلك من العلماء.
وذكرت الإفتاء، أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا جاءهم الخبر السارُّ يسجدون عقبه، ولم يأمرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالوضوء.
كما أن هذه الأمور تفاجئ الإنسان وهو على غير طهارة، وتركها مضيع لمصلحتها، والله تعالى أَذِن في هذا السجود وأثنى على فاعله، وأطلق ذلك دون اشتراط ال طهارة فيه، ولم يأمر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه.