كمال محمود مهدى يكتب: ما ينبغى للحـــــــاج إدراكه قبل سفره

كمال محمود مهدى يكتب: ما ينبغى للحـــــــاج إدراكه قبل سفرهكمال محمود مهدى يكتب: ما ينبغى للحـــــــاج إدراكه قبل سفره

الرأى2-8-2018 | 21:17

في هذه الأيام يبدأ بتوفيق الله تعالى  توافد الحجاج لأداء فريضة الحج لهذا العام، وإني أسأل الله تعالى أن يوفق جميع الحجاج حتى يكون حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وأن يكتب لهم السلامة والعافية، وأن يعودوا سالمين غانمين، وأن يكون حجهم سببًا لدخول الجنة، إن ربي سميع الدعاء وقد أردت أن أوجه بعضا من النصائح الهامة لإخواننا الحجاج فأقول أخي الحاج :

أولًا: احمد الله تعالى  أن وفقك لتكون من حجاج بيته هذا العام، واشكره على هذه النعمة العظيمة، فإن كثيرًا من إخوانك وأخواتك المسلمين يتمنون أن يكونوا في ركب الحجيج، إلا أن ذلك لم يتم لهم، إما لعجز مادي أو بدني أو غير ذلك، فأكثِر من الحمد لربك واشكره على هذه النعمة، وقد قال الله تعالى: ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾  وأكثر من دعاء الله تعالى لأن يوفقك ليكون حجك مبرورًا وسعيك مشكورًا، وأن يوفقك لإتمامه وأدائه كما فرضه الله تعالى.

ثانيًا: أخي الحاج، إن حج بيت الله هو أحد أركان هذا الدين العظيم، فالإسلام قد بني على خمسة أركان - كما تعلم - والحج هو أحد هذه الأركان، ولذلك فإن منزلة هذه الفريضة منزلة عظيمة، وقد شرع الله تعالى الحج وبه تتحق كثير من المقاصد الشرعية التي تظهر بكل وضوح في شعائره  وقد قال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام: ﴿ وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ﴾  فعليك أخي الحاج بإدراك ما قد هيأت نفسك له وما ستقدم عليه، عليك بمعرفة مكانة هذا الركن العظيم، وثوابه الجزيل،

ثالثًا: من المؤكد أنك تعلم أخي الحاج حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه البخاري ومسلم.

هذه وصية من نبيك الكريم الذي هو أحرص علينا جميعًا حتى من أنفسنا، وقد قال الله تعالى: ﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ﴾.

إن مما ينبغي عليك إدراكه قبل أن تدخل في هذه الفريضة، أن تعرف معنى "الحج المبرور"، فما هو الحج المبرور؟ وكيف يكون حجك مبرورًا؟ ولطالما أن دافعك من حجك أن تؤدي هذه الفريضة، وأن تحصل على الأجر والثواب من الله، وأن يكون ذلك سببًا لدخولك الجنة، فإنه ينبغي عليك أن تعرف كيف يكون حجك مبرورًا، ثم تجتهد بعد تلك المعرفة في تحقيق الأسباب والشروط التي يكون بها حجك مبرورًا.

 وقد جاء في تفسير "الحج المبرور" معانٍ كثيرة، منها أنه: الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، وكانت النفقة فيه من المال الطيب.

رابعًا: يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)  أذكرك أخي الحاج بأهمية الإخلاص لله تعالى في كل العبادات والأعمال التي تتقرب بها إلى الله تعالى، وكن على يقين - دائمًا - أن الله تعالى لا يقبل العمل الذي لا يكون له خالصًا، وأراد به العامل وجهه وحده سبحانه وتعالى، وقد قال الله تعالى: ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء﴾ وقال الله تعالى: ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا ﴾ وقد قال العلماء في تفسيرهم لقوله تعالى: ﴿ عملًا صالحًا ﴾ قالوا: هو الذي يكون 1. خالصًا لوجه الله تعالى، 2. وصوابًا موافقًا لسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

فاحذر كل الحذر - أخي الحاج - من الرياء والسمعة، وكن على حذر من أن يتلاعب بك الشيطان فترائي بحجك، ويكون همك ودافعك أن يقال عنك "حاج"، أو أن تذكر بذلك، ولا يكن خفيًا عليك أن ربك عز وجل غني عن كل عمل أشرك العامل فيه معه غيره، وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)  هل ترضى لنفسك أن يكون عملك هباءً منثورًا؟ هل ترضى أن يكون نصيبك وحظك من حجك التعب والسفر والنفقة دون أجر يُكتب أو ذنب يُمحى؟فانتبه أخي الحاج من هذه الأمور وأكثر من الدعاء لنفسك ولإخوانك المسلمين ولا تنسنا من دعائك في هذه الأماكن المقدسة والله الموفق.

أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2