إسرائيل.. مشهد النهاية

إسرائيل.. مشهد النهايةعاطف عبد الغنى

الرأى27-10-2023 | 21:05

يفرض الظرف الراهن والصراع الدائر، فى غزة وعموم فلسطين المحتلة أن نؤجل الكتابة فى أى موضوع آخر، وما اهتمامنا بفلسطين رهين الوضع الحالى، والأزمة الحالية غير المسبوقة فى الصراع المباشر بين الفلسطينيين، وقوات الاحتلال الصهيونية، التى تتصور أنها فرصة للوصول إلى المشهد النهائى، أو المشهد السعيد من وجهة نظرهم، وأحلامهم المريضة، وفى هذا المشهد يتم طرد كل العرب و الفلسطينيين من الأراضى المحتلة، والضغط على دول الجوار وخاصة مصر والأردن لقبولهم لاجئين، وتخفيف الضغط على غزة لتستوعب الكثافة البشرية الكبيرة، الحالية أو المستقبلية بعد دخول فلسطينيين من الأراضى المحتلة إليها مطرودين بضغط السلطات الإسرائيلية والمستوطنين، مع اقتطاع جزء من غلاف غزة (شريط حدودى) كخط دفاع أول ضد الفلسطينيين، وبعد ذلك يتم بحث مسألة إنشاء دولة فلسطينية بعيدا عن إسرائيل، وأن تكون لهذه الدولة عاصمة بعيدا عن القدس الشرقية، ويطلقوا عليها القدس إذا أرادوا.

وفى المشهد أيضا أن تهدم إسرائيل الأقصى الإسلامى وتقيم "بيد الإنسان" المعبد الثالث اليهودى " فقد هدم معبدهم مرتين من قبل وتم تسويته بالأرض، آخر المرتين سنة 70 م ولم يبق له أثر.

وبالتزامن مع تحقق السيناريو السابق تتحول إسرائيل الحالية بكامل الأراضى التى استولت عليها على حساب العرب إلى دولة عنصرية دينية، وكثيرون من الذين يرددون المصطلحين "عنصرية ودينية" لا يعرفون ما ورائهما، ونقول لهم عنصرية بمعنى أن يقتصر سكناها على العنصر اليهودى، ودينية بمعنى إعلاء العنصر اليهودى، فاليهود يعتبرون أنفسهم سلالة واحدة من نسل إسرائيل (نبى الله يعقوب)، وبالتالى فاليهودية جنسية قبل أن تكون ديانة، ومنهم ملاحدة ولا دينيين ينتمون إلى اليهودية على هذا الأساس، وهو أساس أسطورى فليس هناك سلالة نقية تعيش آلاف السنين، واليهود هم الذين فضحوا أنفسهم بالكشف عن دخول سلالات أخرى لليهودية مثل سلالة "الخزر" وهم قبيلة من أصل تركي عاشت فى منخفض الفولجا جنوب روسيا وكوَّنت مملكة كان حكامها وبعض سكانها يدينون بعبادات وثنية ولكنهم تحولوا إلى اليهودية مابين 650-850 م، وهم أصل يهود أوروبا الشرقية الذين كانت لهم اليد الطولى فى إنشاء الكيان الصهيونى، وهناك أيضا اليهود السود، وأشهرهم يهود الفلاشا، وتعود جذورهم إلى بلاد كوش "الحبشة" أو ما يسمى اليوم بإثيوبيا، وقد اختلف فى أصولهم إلى عدة آراء، كلها تقريبا تفضى إلى انفصالهم عن الجذر الأول الذى يدعى اليهود اليوم انتماءهم إليه (لم يكن نبى الله يعقوب سلام الله عليه زنجيا).

ومع التأصيل نكتشف أننا نتحدث عن شعب أسطورى يتمسك بعقيدة أسطورية ينسبها لنصوص تم تأويلها ونسبها لرب إسرائيل، الذى تمردوا عليه بنص التوراة منذ عهد موسى وهارون سلام الله عليهما وحتى عهد بنيامين نتنياهو وبايدن، لا سلام عليهما، وكل أنبياء آخر الزمان الكذبة الذين حذر منهم المسيح عيسى عليه السلام وقرن ظهورهم بصراع آخر الزمان، هذا التحذير الذى يتجاهله العالم المسيحى الغربى ويدعم إسرائيل دعما أعمى .. وهذا شرح آخر نوضحه فى مقالة تالية.

أضف تعليق