هي عاركة في خمّارة

هي عاركة في خمّارةسعيد صلاح

الرأى29-10-2023 | 22:55

فى مشهد من فيلم أيام السادات.. يسأل عاطف السادات "أحمد السقا" شقيقه الأكبر أنور السادات "أحمد ذكى"..

ليه يا أبيه متسمحوش لنا نقوم بعمليات استشهادية ضد العدو، كل واحد فينا ياخد طيارته و....

يرد السادات مبتسمًا: هى عاركة فى خمارة يا واد.

الموضوع لازم يبقى مدروس كويس.. والأهدى والأزكى.. اللى معداته جاهزة.. إذن هذا هو الفكر والمنهج الذى تدير به مصر قضاياها وملفاتها المصيرية.

الدراسة والتأنى والهدوء والتخطيط الجيد، والجاهزية، قبل القيام بأى عمل.. ولقد كان نصر أكتوبر خير مثال على ذلك وأفضل ترجمة واقعية لهذه المنهجية وذلك الفكر المستنير المتزن، ومن تابع حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي فى اصطفاف "تفتيش حرب" الفرقة الرابعة مدرعات بالجيش الثالث الميداني.

يوم الأربعاء الماضى سيجد أن هذا الفكر وهذه العقيدة المصرية راسخة وجزء أصيل من تكويننا الحضارى الذى تشكل مستندًا إليها، وجميعًا نعلم كيف كان الجيش المصرى فى العصر القديم والحديث.. كيف كان يؤدى واجبه يقوم بدوره على أكمل وجه.. وكيف كان ومايزال جيش هدفه حماية الدولة المصرية وأمنها القومى دون تجاوز أو اعتداء على حدود الآخرين.

ومن تابع حديث الرئيس سيفهم أيضا أن الدراسة المتأنية المستفيضة لكافة المعطيات والظروف المحيطة لخدمة اتخاذ قرار غير متأثر بالغضب أو أوهام الحماسة والقوة هى أسلوب تفكير يتبعه الرئيس السيسي ويؤكد علي من أجل تحقيق النجاح المطلوب لهذا القرار.

لذلك وتأسيسًا على ما سبق فقد تبدو تلك الدعوات الدافعة نحو الزحف العسكرى تجاه غزة أو الدخول مع إسرائيل فى مواجهة عسكرية هى دعوات مدفوعة بحماسة شديدة وتفتقد لهذه المنهجية فى التفكير خاصة وأن الحادث التى تتعرض له كبير وجلل وليس الأمر بالسهولة التى تنطلق بها مثل هذه الدعوات.

فما يقال بين العامة وفى المجالس المختلفة شىء وما يجب أن يتخذه صاحب القرار شىء آخر.

ولقد أكد الرئيس خلال تواجده بين رجال القوات المسلحة بالفرقة الرابعة أن مصر تمتلك القوة.. نعم، ولكنها القوة الرشيدة الحكيمة التى تكونت لتبنى وتصون، لتحمى ولا تعتدى، قوة تمتلك أحدث الأسلحة المتطورة وآخر صيحات العلم ولديها الإيمان والنزاهة والشرف، قوة تمتلك "العلم والإيمان" وهى بذلك قوة مدعومة بأسباب الدنيا ومدعومة من السماء "قوة لا تقهر"، وهذه بدون شك رسالة واضحة للعالم أجمع وليس إسرائيل فقط، بأننا لدينا القوة التى تمكنّا من الدفاع عن أراضينا وحدودنا وحماية أمننا القومى، ولكنها قوة رشيدة لا تعتدى، وفى نفس الوقت فى كامل جاهزيتها للتحرك فى أى وقت، ولقد كان التعبير الذى استخدمه قائد الجيش الثالث "نحن جاهزون لطى الأرض" لهو أبلغ تعبير وأقوى رسالة لجاهزية القوات المسلحة المصرية واصطفافها خلف قائدها لتنفيذ أى مهمة فى أى مكان وأى وقت.. وهو ما أكد عليه القائد الأعلى: دائما حافظوا على كفاءتكم وقدراتكم.. دايما تكونوا جاهزين".

مشهد القوات فى الاصطفاف وحديث الرئيس بين رجال الجيش قال ألف كلمة وكلمة وبعث برسائل عدة يجب أن تترك فى نفوسنا جميعًا قدرًا كبيرًا من الطمأنينة والاطمئنان على مصر فى ظل هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها المنطقة وهو ما يجب ألا ننسى معه أهمية أن نضع ثقتنا كاملة فى قيادتنا ونعلم جيدًا أنها تعمل لصالح مصر وشعبها ولن تفرط أبدًا فى أى حق من حقوقها، وفى نفس الوقت تحاول جاهدة أن توقف نزيف الدماء الفلسطينية وتعيد القضية إلى مسارها نحو حل الدولتين حتى لا تستمر هذه المأساة إلى الأبد وتضيع حقوق الشعب الفلسطينى بين متآمرين وخونة وأصحاب مصالح ومزايدين.

حفظ الله الجيش المصرى.. حفظ الله الوطن.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2