ندائات القائد.. لماذا

كان التوفيق حليفًا لرئيس الجمهورية و القيادة العامة للقوات المسلحة عندما تقرر إسناد قيادة التشكيلات المقاتلة خاصة المشاة و المدرعات و المشاة الميكانيكية لعدد من أبناء دفعتى 1948 و1949 من الكلية الحربية وارتبط التوفيق بالمستوى العلمى العالى لهاتين الدفعتين، حيث أتيحت الفرصة لعدد كبير من الخريجين للدراسة بإنجلترا، عندما كانت القوات المسلحة تحصل على احتياجاتها من السلاح والمعدات ومن دول الكتلة الغربية، وعندما بدأ الاعتماد على الاتحاد السوفيتى فى مجال التسليح والانتقال للعقيدة الشرقية العسكرية، أتيحت لأبناء هاتين الدفعتين فرصة الدراسة فى المعاهد العسكرية السوفيتية، أى أن القادة من خريجى دفعتى 1948 و1949 قد جمعوا بين الدراسة الغربية والشرقية، وهو ما لم يتحقق لدفعات أخرى.

ومثل هذا القرار أكد توجه القيادة العامة للاعتماد على أهل العلم والخبرة، وقد تسلم كل من فؤاد عزيز غالى قيادة الفرقة 18 المشاة وحسن أبو سعدة قيادة الفرقة الثانية المشاة، وعبد رب النبى حافظ قيادة الفرقة 16 المشاة و أحمد بدوى قيادة الفرقة السابعة المشاة ويوسف عفيفى قيادة الفرقة 19 المشاة.

وهذه الفرق الخمس كانت رأس حربة القوات المسلحة، فهى التى ستقوم باقتحام القناة والاستيلاء على خط بارليف والتقدم شرق القناة لمسافة تتراوح بين 12 و15 كيلومترا لإنشاء رؤوس كبارى بعدها تتحول للدفاع إلى أن يتقرر تطوير الهجوم شرقا.

وقد تحمل هؤلاء القادة مع باقى قادة القوات المسلحة المسئولية بكل اقتدار، وحاول كل منهم التميز فى ممارسته لمسئولياته القيادية قبل وأثناء وبعد معركة أكتوبر، وكان من الخطوات المتميزة للعميد أركان حرب حسن أبو سعدة، الاعتماد على أسلوب توجيه نداءات لرجال الفرقة الثانية المشاة طوال فترة الحرب للتواصل مع القادة والضباط والصف والجنود.

وكان هدفه:
1 – إبلاغ أبناء الفرقة وبأقصى سرعة أخبار ونتائج المعارك التى تخوضها والإنجازات التى تحققها والبطولات التى تسجلها.
2 – إبراز الأبطال الأحياء والشهداء ودور كل منهم، ليكونوا قدوة للجميع، وبما يساهم فى الارتفاع بمستوى الأداء القتالى، والحفاظ على الروح المعنوية العالية.
3 – إشعار الجميع بأنهم أبناء أسرة واحدة، ومن حق كل منهم أن يعرف ما يدور من أحداث داخل هذه الأسرة.
4 – تسجيل التقدير للإنجازات وللبطولة والأبطال، وأداء التحية لروح التضحية والفداء التى كانت من أهم سمات المقاتلين.
5 – التركيز على الهدف من الحرب ومن المعركة بشكل مستمر، وأن القتال يدور من أجل مصر وتحرير أرضها المحتلة وحماية حاضر ومستقبل مصر والمصريين.

إقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنـا