يتصاعد التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس التي يمثل مصيرها أحد أبرز القضايا المزمنة في الصراع العربي الإسرائيلي.
قال د. أحمد ربيع، العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إن الصراع العربي الصهيوني، فى العصر الحاضر بين حركة صهيوني علمانية اعتمدت على الدين، لأنهم رأوا أن البعد عن الدين غباء سياسي.
وأوضح ربيع: "هرتزل أعلنها وقال لو كان موسي حيا، ودعا إلى مكان آخر غير فلسطين ما كان تبعه أحد، لأنهم يرون أن فلسطين التى تفيض لبنا وعسلا".
وقال ربيع إن الصهاينة يدعون إن لهم وعودا فى أرض فلسطين، خاصة فى سفر التكوين، وفى سفر التسمية وسفر يشوع، لافتا إلى أن هذه الوعود لأنبياء الله لإبراهيم وإسحاق ويعقوب.
ويرجع تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم. وتدل الأسماء الكثيرة التى أطلقت عليها على عمق هذا التاريخ، وقد أطلقت عليها الشعوب والأمم التى استوطنتها أسماء مختلفة، فالكنعانيون الذين هاجروا إليها فى الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها "أورساليم" وتعنى مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم.
ويزعم اليهود، بلا دليل، أن القدس عاصمتهم التاريخية منذ 3000 عام، لأسباب دينية وسياسية، وبحسب روايات تراث يهودية "مزعومة" فإن القدس كان بها الهيكل الذى هدم مرتين، وكانت عاصمة المملكة التاريخية التى حكمها الملك داود فى القرن العاشر قبل المسيح، وبعدها لمملكة الحشمونيين اليهودية.
كما يوجد فى القدس وفى الحى اليهودى الحائط الغربى أو حائط المبكى الذى يعتقد اليهود أنه ما تبقى من هيكل النبى الملك سليمان، ويعتقد اليهود أنه يوجد داخل هيكل سليمان قدس الأقداس، وهو أكثر المواقع قداسة لدى اليهود، كما يعتقد اليهود أنه بقدس الأقداس حجر الأساس الذي خلق منه العالم، فضلا عن أنه الموقع الذي كان سيضحي فيه النبي إبراهيم بابنه، ويعتقد الكثير من اليهود أن قبة الصخرة هي موقع قدس الأقداس.
وبحسب عدد من المصادر، دام حكم اليهود للقدس 73 عاماً طوال تاريخها الذى امتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، فقد استطاع داوود السيطرة على المدينة فى عام 977 أو 1000 ق.م وسماها مدينة داود وشيد بها قصراً وعدة حصون ودام حكمه 40 عاماً. ثم خلفه من بعده ولده سليمان الذي حكمها 33 عاماً.
وبعد وفاة سليمان انقسمت الدولة في عهد ابنه رحبعام وأصبحت المدينة تسمى "أورشليم" وهو اسم مشتق من الاسم العربي الكنعاني شاليم أو ساليم الذي أشارت التوراة إلى أنه حاكم عربي يبوسي كان صديقاً لإبراهيم. (سفر التكوين- 14: 18-20، والرسالة إلى العبرانيين في الإنجيل 6:20،7:1-5).
إلا أنه لا يوجد فى التوراة (النص العبرى) قط ولا بأى صورة من الصور أي إشارة أو تلميح أو جملة عامة أو وصف مقتضب يقول إن القدس كانت عاصمة "إسرائيل" القديمة، ويعتبر عدد من الباحثين أن هذا تلفيق استشراقي/لاهوتي لا أساس له قام به علماء آثار ومنقبون ورحالة وضباط استعماريون طوال أكثر من مئتي عام بدعم من "صندوق آثار فلسطين" البريطاني.
وعلى الرغم من ذلك يعتبر الإسرائيليون القدس عاصمتهم الأبدية وتضع الحكومات الإسرائيلية كل السياسات التي انتهجتها تجاه المدينة المقدسة أكان في المحافل السياسية الدولية أو تجاه سكان القدس الشرقية من خلال سياسة التهويد المستمرة، حيث يتم هدم البيوت والاستيلاء على المنازل العربية بموجب قانون أملاك الغائبين أو بفعل صفقات مشبوهة عبر وسطاء وعدم إعطاء تراخيص البناء وفرض الضرائب على السكان العرب وسحب هوياتهم.
واستكمل ربيع: "نبي الله إبراهيم، لم يملك قبرا يدفن فيه زوجته فكيف يملك أرض فلسطين وكيف وعد بالأرض التى لا يملكها لليهود".