في تاريخ العسكرية في العالم، قادة أفذاذ حفروا بعقولهم قبل أسلحتهم صفحات مشرفة، ومن هؤلاء القادة القائد الألماني إرفين رومل، والملقب ب"ثعلب الصحراء"، والذي تمر ذكرى ميلاده اليوم في 15 نوفمبر.
رومل .. دراما الحرب والانتقام
خاض "رومل" آخر معاركه فى شمال أفريقيا، وهى معركة مدنين بالصحراء التونسية، وهى المنطقة التى شهدت أمجاده العسكرية وتوج بعدها بلقب ثعلب الصحراء، عندما أحدث انقلابا فى الفكر العسكرى بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على التراجع من مدينة طبرق فى ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر.
كان ذلك فى 6 مارس عام 1943، حيث استدعاه فيما بعد الزعيم النازي هتلر للعودة إلى ألمانيا فى التاسع من الشهر ذاته، بعدما استشعر الفوهرر الألمانى الخطر على حياة قادئه الفذ، فأمره بالرجوع، رغم ما حققه روميل من انتصارات عظيمة وصلت أنباء انتصارات روميل إلى هتلر فى ألمانيا فأمر بترقيته إلى رتبة "مشير".
بعد هذه المعركة وأثناء اشتعال الحرب العالمية الثانية، تعرض هتلر لمحاولة انقلاب واغتيال فاشلة، واتهم هتلر "رومل" بالتآمر عليه لأنه وإن لم يكن مشاركا في التآمر عليه فلقد كان يعلم بتفاصيلها فلقد رفض روميل التورط فى عملية التخطيط لاغتيال النازى هتلر، لكنه أيضا لم يخن ثقة المتآمرين ويبلغ ويفصح عن أمرهم مما جعله مدانا في النهاية.
انتحار رومل
بعد القبض على المجموعة المتآمرة وإعدامهم، في 8 أغسطس 1944 ، خيره هتلر بين المحاكمة العلنية وإعدامه بتهمة التآمر وقلب نظام الحكم ، وبين الانتحار بالسم فاختار الثانية خوفا على أسرته وسمعته، وتم تشييعه في جنازة عسكرية مهيبة، ولم تظهر تلك التفاصيل إلا بعد هزيمة الألمان في الحرب .
