في زمن الحروب .. أطفالنا بين مشاهد العنف والخوف

في زمن الحروب .. أطفالنا بين مشاهد العنف والخوفأطفال غزة

حوارات وتحقيقات21-11-2023 | 08:32

مشاهد عديدة تدمي القلوب من شدة الحزن على أطفال فقدوا عائلتهم، أو آباء و أمهات فقدوا أطفالهم فى الحرب الإسرائيلية على غزة ، وأحيانا يشاهد أطفالنا تلك المشاهد أثناء استخدامهم للهواتف المحمولة ويتساءلون «ماذا يحدث؟» ويتخيلون أنفسهم مكان طفل غزة المتواجد حالياً وسط صراعات لا ذنب له بها، وقد يشعر الأطفال تجاه هذا بمشاعر كثيرة ما بين الحزن والخوف، فكيف نتعامل مع مشاعر أطفالنا فى هذا الوقت؟ .. وكيف نشعرهم بالاطمئنان؟ ، فى السطور التالية نجيب عن هذه التساؤلات..

فى البداية أكدت الدكتورة إيمان عبد الله ، استشاري العلاقات النفسية والأسرية أن هذا الموضوع هو محل اهتمام من الرأي العام بأكمله لأن هناك أطفالا يشاهدون أطفالا فى نفس أعمارهم أو أصغر منهم يتعرضون لمذابح تحت عنوان «الحرب»، فهذا الموضوع يمكن أن يؤذي الطفل نفسياً، ويهدد أمانه، ومن الممكن أن يتسبب فى اضطرابات نفسية كثيرة مثل اضطرابات النوم أو الأكل أو الاكتئاب أو الشعور بالخوف الشديد من أنهم مهددون مثلهم مثل الأطفال الذين يشاهدونهم.

انتهاك حقوق الغير
وأضافت أن مخاوف الأطفال كبيرة جدا وبالتالي يجب التحدث معهم بعد مشاهدتهم لهذه المشاهد التي تخص «حرب غزة» ونسألهم ما هي المشاعر التي شعروا بها وما هي الصورة التي وصلت لهم حتى نقوم بتوضيح الصورة لهم إذا وصلت بشكل خاطئ، وإذا شعروا بالخوف نحاول أن نطمئنهم، ولابد أن نؤكد على أبنائنا أنهم يعيشون فى مناخ آمن فى «مصر» ونبدأ نروي لهم ما يحدث فى الحروب ونسألهم لو لديك أدوات مكتبية أنت قمت بشرائها هل يمكن لأحد أن يأخذها منك؟ هل يمكن لأحد أن يأخذ بيتك؟، وأن هذا ما حدث فى «غزة» ونقوم بتعريف اسم الدولة المنتهكة «إسرائيل»، ويجب أن نعرفهم أن فلسطين أرض عربية وأنهم يريدون سرقة وطنهم وأرضهم وبيوتهم.

الحرب الحقيقية
وأكدت أنه علينا توعيتهم أن الحرب يجب أن تكون بين جيشين، لكن ما يحدث فى «غزة» الآن هو عكس ذلك تماما، وهو ضد أشكال الإنسانية والبشرية، كما أنه يجب أن نرسخ فى أطفالنا فكرة مساعدة الغير من خلال دعم أطفال غزة بالتبرعات والدعوات وألا نتنمر عليهم، فالتأثير الإيجابي هنا هو أن يشعر الطفل بمدى احتياج تلك الأسر إلينا، من خلال الشعور بما يحدث لهم، فنحن إذا تعرضنا إلي حادث سرقة أو انتهاك لمنزلنا سنستنجد بالجيران والأهل ونحن بالنسبة لهم الأهل والجيران أيضا، ويجب دعمهم والوقوف بجانبهم ومساندتهم.

وأضافت: يجب أن نعرف الطفل أن الحرب لها ميدان يجب يكون بعيدا تماما عن السكن والأماكن المتواجد بها «مدنيون»، مع تعريف الطفل بمن هم «المدنيين» وأنهم أشخاص عادية وليسوا بجنود مسلحين، لذا ما يحدث هو «جريمة» بكل المقاييس بعيدة تماما عما يسمى «الحرب»، لأن كرامة الإنسان يجب أن تحفظ كما أوصانا الله عز وجل.

الصدمة النفسية
وأكدت إيمان أننا يجب فى البداية أن ننزع من قلوب أطفالنا «الخوف» ثم نرسخ فى وجدانهم أفكارا حقيقية عن الحرب وحقوق الإنسان، ولابد أن نفعل ذلك لأن مشاهدتهم لهذه الفيديوهات دون تفسير قد تؤثر عليهم سلبيا، وتسبب لهم نوعا من الصدمة النفسية، وقد يصل الأمر إلي «التبول اللا إرادي» عند الأطفال الصغار، لذا يجب احتواء الطفل وتعريفه بهذه المعلومات بشكل سوي وصحيح حسب عمره.
وأيضا يمكن أن نصطحب الطفل فى رحلة إلي «بانوراما أكتوبر» ليشاهد ماذا كان يحدث فى الحرب الحقيقية، ودور الجيش فى حماية الوطن والبلاد، وأيضا يمكن أن نحكي للطفل عن الحروب التي حدثت بالفعل مثل حرب أكتوبر ونعرفه بعلم مصر وعلم فلسطين ومعنى «العلم» وما هو معنى أن يتم رفعه عالياً، ونحاول أن نجيب عن جميع التساؤلات التي يطرحها الطفل علينا.
كما يمكن أن نوضح للطفل أنه يمكنه مساعدة أطفال غزة بمقاطعة منتجات العدو أو الداعمين له، وعدم تناول الطعام من المطاعم التي تنتمي إليهم، وأن ما يدفع لهم من اموال يقومون هم باستغلاله فى قتل الفلسطيني الذي ليس له أي ذنب، وهم فى الأساس من سرق أرضهم.

الدفاع عن الوطن
وبالتالي نبث فى قلوب اطفالنا معنى الشجاعة والبسالة من أجل الدفاع عن الوطن والأرض، بتسليحه بالتعليم والمعرفة والتكنولوجيا وغيرها من الأمور الذي يجب أن يتعمق بها.

اقرأ باقي التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر ، اضفط هنا

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2