بكل تأكيد شاهد الجميع وقائع جديدة فى السياسة الدولية، حيث كشفت الحرب على غزة التلاعب بالمعلومات والمواقف المغلوطة والضبابية ووسط هذه العتمة كانت مواقف مصر وقادتها الشجاعة لإنهاء هذه المشاهد التى أشعلت الحرب، وسممت الأجواء، حيث انحازت مصر إلى السلام عبر إجراءات عملية تتسم بالأفعال، وليس مجرد أقوال حتى خلال القمة العربية الإسلامية التى انعقدت بالرياض، وأصدرت قرارات يمكن تسميتها بفن الممكن، والتى من بينها كسر الحصار ووقف الحرب ورفض التهجير والاتجاه نحو أفق السلام عبر حل الدولتين وتشكيل لجنة وزارية لزيارة عواصم الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن لتفعيل هذه القرارات المهمة، وكانت المحطة الأولى إلى الصين وروسيا.
وعقدت اللجنة الوزارية العادية، لقاءات وصفت بالمهمة فى كل من الصين و روسيا وغيرها من الدول المؤثرة دوليا والتى تضم وزراء خارجية مصر- السعودية – الأردن – فلسطين – أندونيسيا – والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى.
وتطرقت الاجتماعات إلى تطورات الأوضاع فى قطاع غزة ومحيطها، وأهمية الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين العزّل، والمنشآت الحيوية، ومنها دور العبادة والمستشفيات، وإغلاق ملف ما يسمى بالتهجيرالقسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وتأمين ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة، وإعادة إحياء مسار عملية السلام وفقاً للقرارات الدولية.
وأعطى وزير الخارجية سامح شكرى، اهتماما كبيرا لتصحيح المواقف فى ظل التضليل الإسرائيلى للرأى العام الدولى والقوة التى تساندها، مشيراً إلى أن هناك دول كبرى للأسف تعطي غطاءً للاعتداءات الإسرائيلية الحالية. كما أوضح شكري أن هناك سياسة كانت مُعلنة لتهجير الفلسطينيين من غزة، ولكن الموقف المصري والعربي القوي الرافض للتهجير كان بمثابة خط أحمر، مؤكداً على أن التهجير سوف يهدد السلم والأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم. واستعرض وزير الخارجية جهود مصر لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح، كاشفاً أن سياسة إسرائيل فى تعطيل دخول المساعدات هى سياسة ممنهجة تستهدف دفع الفلسطينيين لمغادرة القطاع تحت وطأة القصف والحصار.ويبدو أن الأسابيع المقبلة سوف تشهد تطورات مهمة داخل مجلس الأمن والمجتمع الدولى، حيث دعت الصين إلى اجتماع لمجلس الأمن على المستوى الوزاري تحت الرئاسة الصينية، وبمشاركة أعضاء اللجنة فى الاجتماع للتأكيد على الموقف العربي والإسلامي الجماعي المطالب بوقف الحرب، والداعم للحقوق الفلسطينية.
والأكثر من كل ذلك ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي من اتصالات ولقاءات غاية فى الأهمية والقوة والوضوح حول إنهاء الحرب، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لضمان الأمن والاستقرار للجميع، ولذا أتوقع حدوث تغييرات إيجابية لصالح مصر وللقضية الفلسطينية، وإحباط كل المشاريع التى كان مخطط لها النيل من أمن مصر القومى.الاحتلال الذى تسبب فى استغلال عناصر متطرفة من الجانبين فى اشعال الصراع وتعميق الكراهية بين الشعوب لأجيال قادمة بسبب الحروب، وبالتالى فإن تحقيق السلام والأمن للجميع ربما يكون الفكرة المناسبة التى تتفق ومطالب الشعوب.