الحل الوحيد

الحل الوحيدسوسن أبو حسين

الرأى3-12-2023 | 19:25

مازال أهل غزة يبحثون طيلة أيام الهدن عن الحياة، وعن تفاصيلها ومستلزماتها.. بعضهم من فقد منزله وبعضهم من فقد عائلته، ومنهم من فقد كل شيء خلال الحرب الإسرائيلية التى استمرت قرابة 50 يوما.

ماذا بعد؟.. لعل هذا السؤال هو الأكثر إثارة لدى الفلسطينيين خاصةً، ولدى أبناء الأمة العربية والإسلامية عامةً، الذين يتابعون بقلقٍ بالغٍ العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وأهله، الذي لا يبدو له مثيلاً فى التاريخ، بالنظر إلى حجم التحالف والتآمر والعدوان، وهول القصف والغارات، وحجم المتفجرات وآثارها، وكثافة النيران وغزارتها.

مما تسبب فى حدوث دمارٍ واسعٍ وخرابٍ كبيرٍ، واستشهاد ما يزيد على عشرين ألف فلسطيني، باحتساب المفقودين الذين بدأ استخراج جثامينهم من تحت الركام، وإصابة أكثر من ثلاثين ألفاً بجراحٍ متفاوتة، لأن إسرائيل قصفت قطاع غزة بما يعادل ثلاث قنابل نووية، ولذا لا يوجد أى مبرر لاستمرار الحرب؛ لأن الخسائر لدى الطرفين كبيرة جدا.

وفى صفوف جنود جيش الاحتلال، إضافة إلى هروب أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيلين من الخدمة، كما أن للحرب تكلفة عالية ومسألة القضاء على المقاومة موضوع غير قابل للتحقيق؛ لأن ما لم تعلمه تل أبيب أن مع شراسة حربها على الشعب الفلسطينى سوف تتسع عمليات المقاومة والثأر لدى الجميع والحصول على مزيد من التعاطف الشعبى وحتى الدولى على مستوى العالم حتى الدول التى دعمت تل أبيب فى البداية، بدأت تعلن أن الضمان الوحيد لأمن إسرائيل و فلسطين هو حل الدولتين.

وقد أعلن ذلك صراحة وبكل وضوح الرئيس الأمريكى بايدن الذى يزور وزير خارجيته بلينكن المنطقة (الضفة الغربية –إسرائيل) وعدد من العواصم العربية والدولية لمنع اتساع نطاق الحرب وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وبحث إطلاق المزيد من الأسرى والرهائن لدى الطرفين، وتمديد الهدن، وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار.

أما موضوع من يحكم غزة فهى تخضع للسلطة الوطنية الفلسطينية، والاتفاق مع قيادات فلسطينية لوحدة الصف، وتشكيل جبهة للتفاوض حول سُبل الحلول الأفضل؛ لضمان الأمن للجميع، وهو اتخاذ خطوات عملية باتجاه إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

نعم هو السؤال الأهم.. فهل سيعود سكان الشمال إلى بيوتهم، يتفقدونها ويزيلون ركامها وينتشلون جثامين من بقي فيها، ويستخرجون بعض متاعهم وثيابهم الصالحة منها، خاصةً أن الشتاء قد داهمهم ومياه الأمطار قد غمرتهم، مع رياح وأعاصير شديدة، ومسحة بردٍ ليليةٍ قاسيةٍ.

أضف تعليق