خبير يحذر من مخاطر التحديات الناجمة عن برامج الذكاء الاصطناعي

خبير يحذر من مخاطر التحديات الناجمة عن برامج الذكاء الاصطناعيصورة ارشيفية

حذر أحمد سلام، المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر في بكين والخبير بالشأن الصيني، من مخاطر التحديات الناجمة عن برامج الذكاء الاصطناعي، والمرتبطة بتكنولوجيات الإعلام والثورة المعلوماتية، خاصة فيما يتعلق بنشر الأكاذيب وتزييف الحقائق، وهو ما يتطلب صياغة مبادرات مشتركة بين الجانبين المصري والصيني لمواجهة تلك المخاطر، وتعزيز الفهم المشترك بين الجانبين لزيادة القدرة على مواجهة تلك التحديات المشتركة.

وأضاف سلام، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش مؤتمر القمة العالمية الخامسة للإعلام التي تعقد بمدينة جوانزوا الصينية بمشاركة مسؤولين وقادة مؤسسات صحفية وإعلامية من مختلف دول العالم، أن التعاون الإعلامي بين الجانبين العربي والصيني بات يحظى بأهمية كبيرة في الوقت الراهن؛ لمواجهة آلة الإعلام الغربية، التي تتبنى في معظمها وجهات نظر منحازة وأحيانا مضللة وغير إيجابية تجاه الدول العربية والصين، وهو ما رأيناه خلال فترة تغطية الأحداث المؤلمة غير الإنسانية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار سلام في نفس الوقت إلى التناول الموضوعي الاحترافي والعادل لوسائل الإعلام المصرية والصينية إزاء متابعة الأحداث الجارية في قطاع غزة، كقناة القاهرة الإخبارية أو قنوات التليفزيون المركزي الصينية وأنه من المهم أن يطلع الرأي العام في البلدين وأيضا الرأي العام العالمي دائما على حقيقة الموقف، والأوضاع على الأرض بدون تزييف أو تحريف وهو ما يُبرز دور وأهمية التواصل الإعلامي بين مصر والصين وباقي الدول العربية.

و أشار إلى أن هذا الحدث الإعلامي المهم يتزامن مع مرور عشر سنوات على مبادرة الحزام والطريق، التي طرحتها الصين وتعد من أهم المبادرات التنموية العالمية في القرن الحالي، وتهدف من بين أهدافها التنموية إلى تعزيز التعاون الثقافي والإعلامي والتعليمي مع دول طريق الحرير، خاصة في مصر والدول العربية.

وقال سلام: إن التعاون بين الدول العربية والصين شهد، خلال السنوات العشر الماضية، من عمر مبادرة الحزام والطريق، إبرام كم هائل من بروتوكولات التعاون والشراكات الإعلامية بين الجانبين، فضلاً عن إقامة عدد كبير من الآليات والفعاليات الإعلامية التي وثقت أواصر التعاون الإعلامي والثقافي بين الشعبين العربي والصيني، الأمر الذي يتيح للشعبين تبادل المعارف والخبرات، ويعود بالنفع أيضا على كوادرهما الإعلامية من خلال البرامج التدريبية المتبادلة.

وأوضح أن شعار القمة العالمية الخامسة للإعلام "تعزيز الثقة العالمية ودفع تطوير الإعلام"، يعزز التعاون المشترك للتغلب على التحديات المتزايدة، التي بات الإعلام يواجهها في عالم اليوم، الذي يموج بمتغيرات متسارعة، مشيرا إلى أن الأمر بات يتطلب التعاون المستمر وتأهيل الإعلاميين والصحفيين وإكسابهم المهارات التكنولوجية والفكرية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي.

وشدد سلام على أهمية القمة في تعزيز التعاون الوثيق بين جميع وسائل الإعلام لتحقيق أعلى معدلات الاستفادة المشتركة، مع ضرورة التزام وسائل الإعلام كافة بالقيم المهنية المتعارف عليها، كالدقة والموضوعية مع مراعاة ثقافة المجتمعات ومعتقداتها، خاصة في إطار عملية بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

كما شدد على ضرورة التزام وسائل الإعلام بمبدأين أساسيين، أولهما الالتزام الذاتي من جانب القائم بالاتصال بالمواثيق الأخلاقية التي تحقق التوازن بين حرية الإعلام ومصلحة المجتمع، وثانيهما الالتزام الاجتماعي في تقديم الأحداث الجارية والمفاهيم الجديدة وتفسيرها في إطار له معنى ومضمون حقيقي وأمين، خاصة الحقائق كالتعددية القطبية العالمية، والعولمة، وتنوع الحضارات، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

ولفت المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر ب بكين والخبير بالشأن الصيني، إلى أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من الجهود البحثية، خاصة في ضوء الانفتاح التكنولوجي وقلة الضوابط على المحتوى الرقمي، ما يتطلب السعي نحو ترسيخ مبادئ نظرية المسئولية المجتمعية وإلزام الصحفيين والإعلاميين بالالتزام بالمعايير والقيم المهنية المتصلة بالعمل الصحفي والإعلامي.

علي جانب آخر، أكد أحمد سلام أن التعاون الإعلامي بين الجانبين العربي والصيني، ولاسيما في بعده المرتبط بالإعلام البيئي يحظى بأهمية كبيرة في الوقت الراهن.. موضحا أن أهمية الإعلام البيئي تأتي من منطلق التعريف بمخاطر التغيرات المناخية وضرورة العمل على السعي للخروج من هذه الأزمة الخطيرة بموضوعية وحيادية، خاصة وأن هناك العديد من وسائل الإعلام الغربية تتبنى في معظمها وجهات نظر منحازة وغير إيجابية تجاه الدول العربية والصين، بالإضافة إلى دخول مبادرة الحزام والطريق، العقد الثاني من عمرها، وهو الأمر الذي يُضاعف من أهمية التعاون الإعلامي البيئي في ظل المبادرة، ولاسيما في ظل إدراك الصين لأهمية التحديات التي واجهتها المبادرة ومراعاة التحديات البيئة، والتركيز بدرجة أكبر على قضايا تغير المناخ و الذكاء الاصطناعي وهو ما يتناغم مع الأهداف المصرية العربية في التركيز على هذا الملف الهام الذي يحظي باهتمام دولي حاليًا.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2