دراسة تكشف سيناريوهات إسرائيل الجديدة في التهجير

دراسة تكشف سيناريوهات إسرائيل الجديدة في التهجير أحمد عبداللاه فارس

مصر16-12-2023 | 14:05

كشفت دراسة بحثية حديثة صادرة عن مركز الدراسات العربية الأوراسية، مستقبل غزة قبل نهاية الحرب وما بعدها للدكتور المتخصص في الدراسات الإسرائيلية والعلاقات الدولية أحمد عبداللاه فارس.

وأكدت الدراسة، أنه بعد فشل إسرائيل في الترويج لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، بدأت تلجأ إما إلى مخططات الإذابة، من خلال نقل الفلسطينيين إلى داخل مجتمعات الدول المحيطة بالقطاع، ودمجهم وسط أبنائها، وإما إلى مخططات التهجير الطوعي، وفتح المجال أمام الفلسطينيين للهجرة إلى أماكن مختلفة في العالم، تحت غطاء البحث عن الاستقرار، والأمن الشخصي والاقتصادي.

وأوضحت أن مصر منذ الوهلة الأولى نجحت في كشف المخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، من خلال استخدام الممارسات الوحشية ضدهم في القطاع، وتصدت له مما أدى إلى استبدال المخطط بإذابة الفلسطينيين فى شعوب العالم.

وأبرزت الدراسة أن مخطط إذابة الشعب الفلسطيني، ودمجه في شعوب أخرى هي نتاج ورقة بحثية لعضو حزب الليكود وأحد كوادره المستقبلية أمير وايتمان، وأن هناك تنسيقا مع الدول الأجنبية لتهجيرهم طواعية، مستشهدًا بإعلان اسكتلندا عن استعدادها لاستقبال لاجئين فلسطينيين على أراضيها بعد مرور أيام قليلة على حرب غزة، وهذا النموذج قد يكون قابلاً للتنفيذ مستقبلاً، لا سيما بعد هدوء المنطقة، وتلاشي أدخنة البارود من فوق سماء قطاع غزة.

وتوصلت الدراسة إلى أن الشعب الفلسطيني، الذي لا يرى بديلاً عن التخلي عن أرضه سوى الاستشهاد، ينسف جميع المخططات الإسرائيلية، سواء التهجير أو الإذابة؛ لذا يجب توجيه مزيد من الدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني عقب انتهاء الحرب؛ لأن هذا الدعم سيكون كفيلاً بوأد أي مخططات بتهجير الفلسطينيين - سواء أكان قسريًّا أم طواعيةً - من قطاع غزة.

وعن توحيد الضفة الغربية والقطاع، رأت الدراسة أن هناك حلولا تكمن فى ظهور قيادة أكثر شبابية، تتسم بالوطنية والنضال القومي، مقبولة للجميع تكون قادرة على جمع الشتات الفلسطيني في الداخل والخارج حولها، والالتفاف حول المطالب الوطنية الفلسطينية المشروعة، وهذه القيادة من الممكن إيجادها داخل السجون الإسرائيلية، أمثال مروان البرغوثي، المحكوم عليه بأكثر من مؤبد، لكن من الممكن الإفراج عنه في إطار صفقة من صفقات تبادل الأسرى، وربما شخصية تعيش خارج الأراضي الفلسطينية، كشخصية محمد دحلان، الذى قرر التخلي عن قطاع غزة عام 2007 لصالح حركة حماس، في مقابل عدم الدخول في حرب أهلية .

وقالت الدراسة إن هذه العناصر ستبلور تيارا ثالثا جديدا يقود المقاومة الفلسطينية داخل القطاع نحو آفاق جديدة في إدارة الصراع مع إسرائيل، وقد يظفر القطاع بهدوء لمدة تصل إلى عشر سنوات، وأن نجاح هذا التيار الثالث منوط بالدعم العربي الإقليمي، والدولي الأمريكي، وموافقة إسرائيل، وبذلك ربما نكون أمام حقبة جديدة تبرز في إطارها قيادة جديدة تقود الشعب الفلسطيني نحو التحرر من نير الاحتلال، وتدشين عصر جديد من الرخاء الاقتصادي لم يَعِشْه من قبل، في ظل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وشددت على أن وجود التيار الثالث سيكون سلاحًا ذا حدَّيْن، فإما أن يُسهم في استقرار الوضع الداخلي في القطاع؛ مما يعني توحيد الجبهة في مواجهة إسرائيل، وإما أن تكون هناك صراعات داخلية قد تصل إلى حدِّ الحرب الأهلية؛ مما يعني التصفية الذاتية للقضية الفلسطينية.

أضف تعليق