أوصى المؤتمر العربي للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات في نسخته الثانية والعشرين حول" التأمين الصحي والتغطية الصحية الشاملة: الفرص والتحديات" بعقد ملتقى عربي لعرض الممارسات والتجارب العربية الناجحة في مجال التأمين والضمان الصحي ودعوة مسئولي مجالس وهيئات الضمان الصحي بالدول العربية للاستفادة من تلك التجارب بما يعزز نظم التأمين الصحي العربية.
جاء ذلك في توصيات المؤتمر الذي انطلق أمس واختتم اليوم ونظمته المنظمة العربية للتنمية الإدارية - إحدى المنظمات المتخصصة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية- إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية، وزارات الصحة بالدول العربية.
وشارك في أعمال المؤتمر الذي عقد تحت رعاية وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار، أكثر من 230 مشاركاً من 16 دولة عربية، إضافة إلى جمهورية الصين، يمثلون القطاعين العام والخاص.
ودعت التوصيات التي تلاها الدكتور أحمد أبو عبأة مستشار وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إلى الاهتمام بتعزيز أنظمة الحوكمة الخاصة بنظم الرقابة الداخلية من أجل ضمان صحة وسلامة وكفاءة العمليات بالقطاع الصحي مع ضرورة استدامة إجراءات الحوكمة الرشيدة.
كما طالبت التوصيات بإجراء المراجعات الشاملة والدقيقة للنظم الصحية بمكوناتها المختلفة من أجل الوقوف على نقاط القوة والضعف والتحديات والفرص المتاحة لتحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة، والمتكاملة وتشمل إجراء التقييم الدوري للنظم الصحية، وذلك باستخدام طرق التقييم المعتبرة شاملاً الهيكلية والعمليات والنتائج، وبرامج تقييم أداء النظم الصحية في كافة مستويات الخدمات الصحية من مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، واستخدام نتائج هذا التقييم وقياس الأداء في عمليات إصلاح النظام الصحي وتطويره.
وأوصى المؤتمر بالاهتمام بتطوير القوى العاملة البشرية المدربة والمؤهلة لتحسين أداء النظم الصحية، وتكثيف البرامج التدريبية بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الدولية المتخصصة والجامعات المرموقة في مجالات تقييم النظم الصحية - اقتصاديات الصحة - السياسات ونظم البحوث الصحية- السياسات الصحية.
ودعت التوصيات لتعزيز دور العاملين في القطاع الصحي في اتخاذ القرارات ورفع مستوى المهارات وبناء القدرات التي تتواكب مع الاحتياجات الحديثة للرعاية الصحية لضمان أعلى درجات التكامل على مستويات الخدمة.
وأكدت ضرورة الاهتمام بالبحوث والدراسات التي تتعلق بتحسين الجودة السريرية وإدارة المخاطر السريرية، وتكامل الخدمات الصحية والتغطية الصحية الشاملة، وقياس رضا المستفيدين من الخدمات الصحية، وقياس أثر استخدام التكنولوجيا في مرافق الرعاية الصحية لتحسين نتائج الرعاية الصحية..مع الاستفادة من نتائج هذه البحوث والدراسات والمسوحات الصحية وترجمتها إلى سياسات صحية لدعم اتخاذ القرار.
ودعت توصيات المؤتمر إلى التركيز على تحسين صحة المستفيدين من خلال تعزيز السلوكيات الصحية والوقائية، وبرامج التوعية الصحية التي تركز على نشر الثقافة الصحية وتعزيز السلوكيات الصحية، وبرامج الفحص الطبي المبكر، وكذلك برامج الرعاية المنزلية التي توفر الرعاية الصحية للمستفيدين الذين لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية الصحية في المستشفيات أو العيادات.
وطالبت بتعزيز مفهوم مسئولية المستفيدين من خلال برامج التوعوية واشراك من المستفيدين من الخدمات الصحية لتحقيق أعظم المنافع من الخدمات الصحية المقدمة.
ودعت إلى دعم القطاع الصحي الخاص والذي يمثل شريك استراتيجي في تقديم الخدمات الصحية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
كما طالبت بتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والأهلي عبر ايجاد آليات واضحة للتبرعات والدعم للجمعيات الصحية في البلدان العربية لتغطية الفوارق بين طبقات المجتمع للمساهمه في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
واقترح المشاركون عقد النسخة القادمة من المؤتمر العربي للأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات تحت عنوان "مستقبل الرعاية الصحية في ضوء تطبيقات الذكاء الإصطناعي - الفرص والتحديات".