نظمت الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، برئاسة الدكتور إسلام أبوالمجد، فعاليات الندوة الدولية السابعة المُشتركة بين الهيئة وعدد من الجامعات اليابانية، في إطار تعزيز التعاون المصري الياباني المُشترك في مشاريع بحثية حول "علم الآثار وعلوم التراث والمجتمع وإدارة المياه"، وذلك برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور السفير الياباني أوكا هيروشي سفير دولة اليابان بالقاهرة، والدكتورة ناوكو فوكامي مدير الجمعية اليابانية لتنمية العلوم.
وفي كلمته، أكد الدكتور إسلام أبوالمجد رئيس الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، أن العالم يواجه العديد من التحديات أبرزها نقص الموارد الطبيعية والأزمات البيئية العابرة للحدود، والتغيرات المُناخية، والفقر، والبطالة، والصراعات، مشيرًا إلى أهمية التعاون والتنسيق عبر الحدود لتزويد صُناع القرار والمُمارسين بدعم قراراتهم وخُطط عملهم، مشددًا على أهمية الاهتمام بعلوم وتكنولوجيا الفضاء لمعالجة هذه التحديات.
وأشار أبوالمجد إلى أن مصر رسمت رؤيتها لعام 2030 باستراتيجية موحدة للتعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار؛ بهدف تطوير قاعدة علمية وتكنولوجية فعالة قائمة على المعرفة، وقادرة على الابتكار، ولها مكانة دولية تدفع الاقتصاد الوطني إلى الأمام بشكل مُستمر؛ لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وزيادة إنتاج المعرفة وتحسين الجودة لمواجهة التحديات المُجتمعية وزيادة تنافسية الصناعة الوطنية، لافتًا إلى إطلاق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إستراتيجيتها الوطنية التي تتضمن 7 مبادئ وركائز أساسية؛ لدعم الابتكار والشراكات بين مختلف الجهات والمؤسسات الأكاديمية والصناعية، مؤكدًا أن هذه بيئة مناسبة لزيادة التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات الدولية بما يعود بالنفع على الجانبين.
وأكد على عمق العلاقات والروابط القوية التي تجمع بين مصر واليابان، مشيرًا إلى وجود تعاون مُشترك بين الهيئة القومية للاستشعار من البُعد والجامعات الأكاديمية في اليابان مثل (طوكيو، وصوفيا، وكيو وشيبا)، موضحًا أن ما يقرُب من 7 باحثين من الهيئة حصلوا على الدكتوراه من اليابان أو قاموا بزيارة اليابان لإجراء أبحاث ما بعد الدكتوراه.
وأضاف الدكتور إسلام أبوالمجد، أن مصر تؤمن بشدة بأن علوم وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بُعد والتحول الرقمي ستكون مُحركًا للاقتصاد الوطني ويساهم في تحقيق نمو ملحوظ على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، مشيرًا إلى أنه يتم تزويد هيئة الاستشعار من البُعد بالتكنولوجيا الحديثة والأدوات المُتقدمة للمساعدة في تقديم الخدمات والمنتجات لأصحاب المصلحة المحليين والإقليميين، لافتًا إلى أنه يتم التحضير لمشروع مُشترك مع جامعة طوكيو بتمويل من هيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA)؛ للاستفادة من البحوث العلمية في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية بمحافظة الوادي الجديد.
وتناولت الندوة العديد من المحاضرات والموضوعات المهمة، ومنها استخدام تكنولوجيا الاستشعار عن بعد لاستعادة البيئة القديمة، البحوث الأثرية في بحيرة إدكو بغرب الدلتا، التقدم المُحرز في أبحاث علم النانو في الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع الجانب الياباني، الحاضر والمستقبل لمقبرة أمنحتب الثالث، التطبيق المُحتمل للتكنولوجيا المُتقدمة في الصيانة وإدارة الموقع بوادي الملوك، وعرض البنية التحتية لمحافظة القاهرة وأحيائها وشوارعها في أوائل القرن التاسع عشر، الأرشفة الرقمية لتوسيع نطاق البحث والتعرف على الصور في العمارة الإسلامية وأرشفة بيانات الوقف لاستخدام التحليل الاقتصادي القياسي، تنمية المياه الجوفية في واحة الخارجة بالصحراء الغربية، التقييم الأولي لنظام المياه القديم في شمال الخارجة بمحافظة الوادي الجديد.
وشهدت الندوة حضور الدكتور السيد زغلول مدير ومُنسق عام الندوة، ولفيف من الأساتذة والباحثين من الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء وجامعات (توكاي وواسيدا وصوفيا) اليابانية والجمعية اليابانية لتنمية العلوم (JSPS)، ومعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية وعدد من أساتذة وباحثي الجامعات المصرية والمراكز البحثية.
وعلى هامش الندوة، التقى الدكتور إسلام أبوالمجد رئيس الهيئة بالسفير الياباني أوكا هيروشي سفير دولة اليابان بالقاهرة؛ لبحث أوجه تعزيز التعاون في الموضوعات والمشروعات البحثية ذات الاهتمام المُشترك بين الجانبين.