أمل إبراهيم تكتب: المرأة صاحبة المنحنيات

أمل إبراهيم تكتب: المرأة صاحبة المنحنياتأمل إبراهيم تكتب: المرأة صاحبة المنحنيات

*سلايد رئيسى13-9-2018 | 21:34

تعانى المرأة البدينة فى المجتمع إلى نوع من الضغط النفسى الذى تشعر به نتيجة نظرة الناس حولها ويبدأ ذلك من سخرية الزميلات والمعلمات فى المدرسة وتلقى التعليقات  السخيفة والألقاب التى تتعلق بالشكل الخارجى ولا أحد يدرى أو يضع فى أعتباره كم الأذى النفسى الذى يلحق بهن عند سماعهن تلك التعليقات خاصة لو صدرت من الزوج أو الأسرة والمقربين مما يسبب لهن مشاعر الإحباط والميل إلى العزلة  ، ومن ناحية أخرى يلعب الإعلام دورا أقوى فى رسم صورة المرأة الجميلة المحبوبة صاحبة الوزن المثالى والمتناسق، عارضات الأزياء وملكات الجمال والفنانات  وحتى صاحبات الوظائف المرموقة كلها ترتبط بشكل المرأة وجسدها ، فهل يعتبر هذا نوع من العنصرية ناحية صاحبات الدهون الزائدة.

الحقيقة أنهن يعشن معاناة متفاقمة فى مجتمعنا فأغلب الملابس التى يتم عرضها وبيعها لا تناسب البدينات وحتى إن وجدت بعض المحلات الخاص بصاحبات الوزن الزائد نجد أن أسعارها غالية جدا كما أنها تعرض موديلات  وتصميمات لا تناسب صاحبات السن الصغير أو الشابات  ومن ناحية أخرى تخشى المرأة البدينة من نقص فرصها فى الزواج لأن الرجال يفضلن النحيفات ويبحثن عن إمراة رشيقة وإذا وجدت من يحبها أو يرغب فيها سوف تواجه مخاوف نقص الإنجاب نتيجة زيادة الوزن ، المسألة معقدة جدا وخاصة بالنسبة للنساء لأن التمييز ضد البدينات منهن أمر واضح ومؤلم جدا والنظرة للمرأة هنا تختلف عن النظرة للرجل البدين .

هذه ليست دعوة للسمنة ولكن هناك اسباب معقدة قد تؤدى إلى زيادة الوزن منها أننا لا نمارس الرياضة وليس لدينا ذلك النوع من الوعى الصحى فى التربية وتهتم كثير من الأمهات بتغذية الأطفال دون النظر إلى الاهتمام بنوعية الطعام ، كما أن الكثير لديه اعتقاد أن الطعام الصحى أكثر تكلفة ويحتاج إلى ميزانية تفوق الوجبات العشوائية التى يتم تناولها هذا بجانب دور الهرمونات والغدد فى زيادة وزن البعض .

فى الدول الغربية حاولت كثير من النساء البدينات اللواتي فشلن فى إنقاص وزنهن التعامل مع الموضوع بشكل إيجابي بعمل دعوات حول أهمية حب شكل الجسد وتغيير مصطلح المرأة البدينة أو السمينة إلى مصطلح المرأة صاحبة المنحنيات ، ومحاولات لخلق حالة من  تقبل الأمر والتعامل معه دون خجل فى المجتمع والحقيقة أن البعض بالفعل لا يستطيع أن يحل تلك المشكلة على الرغم أن البدانة تؤثر على الصحة بشكل عام وتتسبب فى كثير من الأمراض ولكن الفكرة هى أن محاولات إنقاص الوزن لابد أن ترتبط برغبة حقيقية للشخص نفسه وليس محاولة لإرضاء المجتمع أو تجنب تلك النظرة التى تعانى منها صاحبات  الوزن الزائد ممن حولهن وإلا باءت محاولتهن فى إنقاص الوزن بالفشل.

بعض من صاحبات الوزن الزائد فى الغرب  بدأن فى طرق أبواب الشهرة بعمل مدونات وصفحات لعروض الأزياء على مواقع التواصل وتلقى رواجا شديدا لمساعدة غيرهن فى الوصول إلى حالة من الثقة بالنفس والرضا وعدم الخوف من مجتمع لديه مشكلة مع العنصرية.

    أضف تعليق

    مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2