إن لفعل الذنوب والمعاصي أثرا كبيرا في الدنيا والآخرة، فمنها ما يُعد من ضمن الكبائر والعياذ بالله ومنها ما هو أقل، ولكن في الواقع المعاصي و الذنوب تكون هي مهما حدث ومها اختلفت مسمياتها، ينجذب الإنسان إلى فعل المعاصي و الذنوب بفعل شيئين، وهما الشيطان الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء.
وعلى الرغم من أن الجميع يعتقد أن الشيطان هو العامل الرئيسي في ارتكاب المعاصي إلا أن هذا الأمر ليس صحيحا، وذلك لأن كيد الشيطان ضعيف وليس له سلطان على بني آدم، وبمجرد ما يقوم الشيطان بالوسوسة للمسلم بفعل المعصية، ويستعيذ بالله منه يذهب، أما النفس الأمارة بالسوء فلا تذهب إلا بالتذكية والجهاد.
وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية: لدينا ميزان للحسنات وميزان للسيئات الذي يكون للذنوب، والنبي علمنا شيئا جميلا جدا -وهذا ليس معناه اللجوء إلى المعصية ولكن عليك أن تنوي عدم القصد الوقوع فى المعصية وبعد ذلك لو وقعت منك فلا تخاف لأن عندك رب رحيم- حيث قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة".
وأشار عاشور، إلى أننا لدينا مربع يتكون من 4 أضلاع، الأول منه حسنة والثاني حسنة والثالث 10 حسنات والضلع الأخير سيئة، فلا تخاف من أن سيئة تقف أمام 12 حسنة، مؤكدا أنه يجب على الإنسان عندما يقع فى المعصية وهو غير متجرئ على الله، أن يرجع إليه ويتوب ويندم ويفعل حسنة.
وأوضح عاشور: "المهم إنك إذا فعلت ذنبا عليك بالتوبة، فالتوبة طاعة فلو تبت وعملت حسنات حتى لو ذكرت الله أو تصدقت بشيء بسيط أو طبطبت على أحد أو ابتسمت في وجهه، فإن الحسنات يذهبن السيئات"، فقال تعالى “إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”، ففضل الله واسع.