تؤثر الضغوطات النفسية على تصرفات الأشخاص، بما في ذلك الطريقة التي ينفقون أو يدخرون المال بها، فقد ذم الإسلام البخل، ورتب الله تعالى على البخيل عقوبات في الدنيا وفي الآخرة.
و البخل من الصفات المذمومة شرعا وعرفا إذا كان بمعناه التالي وهو كنز المال وجمعه وعدم صرفه خوفا عليه وحبا في جمع المال حيث نهي الله عز وجل عن البخل في كتابه العزيز كما نهي عنه أيضاً الرسول الكريم صلى الله عليه.
وبالمقابل نجد أن حسن التدبير تستدلَّ على عقل الرجل فانظر في تدبيره وإدارته، فإن كان يُحسِن تدبير أموره، ويتقن إدارة شؤونه فذلك دليل على وفورٍ في عقله، وغزارة في علمه وخبرته.
و حُسنَ التدبير يعتبر من أهم الطرق التي نتعرَّف بها على الله تعالى، فهو برهان على وجوده سبحانه وتعالى لا يقبل التشكيك، إنك لا تجد كائِناً صَغُرَ أم كَبُرَ إلا وهو مُدَبَّرٌ تدبيراً فائقاً مُتقناً. قال تعالى: "اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ".
أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، إن البخل من الصفات التي نهى الله عنها حيث قوله تعالى (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) كما نهت السنة النبوية أيضاً عن هذه الصفة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من يوم يصبح العبد فيه إلا ينزل ملكان فيقول: أحدهما للآخر: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا, ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكا تلفًا).
وأضاف وسام: يكفي أن هذه الصفة لا تكن في المؤمنين لأن الله عز وجل وصف المؤمنين بأنهم غير بخلاء قال تعالى (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) كما ذُمت هذه الصفة أيضا في كثير من الأحاديث النبوية ولكن يجب علينا التفريق بين البخل والتدبير.
وأشار وسام: فالتدبير هو الإنفاق باعتدال أي عدم الإنفاق بإسراف أو تقطير كما وصف الله المؤمنين " وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا " فالتدبير صفة محمودة شرعا علي عكس البخل الذي ذمته الشريعة الإسلامية.