بعد تفجيرات كرمان وكابول.. خطر "داعش" لايزال حاضرًا

بعد تفجيرات كرمان وكابول.. خطر "داعش" لايزال حاضرًاتفجير كرمان

عرب وعالم8-1-2024 | 17:05

لم يكن التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا قرب مقبرة كردية بمدينة كرمان جنوب إيران، والذى تخطى فيه عدد القتلى 80، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، ثم تفجير حافلة في كابول، مما أدى لوفاة 5 وإصابة نحو 15، سوى دليلًا قويًا على أن خطر تنظيم داعش لايزال حاضرًا، وأنه لايزال قادرًا على تأجيج التوترات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بعد سنوات من الانتكاسات فى معاقله السابقة.

وكان تنظيم داعش أعلن مسئوليته عن تفجير إيران ، حيث ذكر عبر قنواته على تليجرام أن اثنين من مقاتليه "فجرا حزاميهما الناسفين وسط تجمع كبير قرب قبر قاسم سليمانى".، كما أعلن التنظيم مسئوليته عن هجوم أفغانستان.

وبعد إعلان داعش مسئوليتها عن تلك العمليات الإرهابية، يبقى التساؤل عن مدى قوة التنظيم الذى دأب الفترة الماضية على العمل فى الخفاء منذ القضاء على معظم مقاتليه على أيدى تحالف تقوده الولايات المتحدة، في هذا السياق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه على الرغم من انحسار خطر تنظيم داعش فى معقله بالعراق وسوريا، إلا أن قيادته المركزية وآلاف المقاتلين يواصلون العمل هناك، كما تمثل الجماعة الإرهابية تهديدًا متزايدًا فى غرب أفريقيا، حيث استولت على مساحات كبيرة من الأراضى فى السنوات الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم داعش أعلن مسئوليته سابقًا عن عدد من الهجمات على إيران، من بينها هجوم عام 2018 على عرض عسكري إيراني أسفر عن مقتل 25 شخصًا، وهجومين منفصلين شنهما مسلحون على ضريح شيعى فى شيراز عامي 2022 و2023 وأديا إلى مقتل نحو عشرة أشخاص.

وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أن داعش يهاجم أيضا الأقلية الشيعية فى أفغانستان، كما قاتل وكلاء إيران تنظيم داعش فى سوريا والعراق.

ونقلت الصحيفة عن "آرون زيلين" وهو زميل بارز فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث قوله: "استراتيجية تنظيم داعش هى محاولة خلق الفوضى، والاستفادة من قتال الآخرين لبعضهم البعض".، مضيفًا، إنه من المحتمل أن يكون تنظيم داعش-خراسان هو الذى نفذ التفجيرات. وقال إن هذا سيكون الهجوم الثالث الذي يشنه الفرع فى إيران خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، بينما أحبطت طهران العديد من المحاولات الأخرى.

وسيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة من الأراضى فى سوريا والعراق ابتداء من عام 2014، وشنت حملة واسعة من الهجمات العنيفة على المدنيين بهذه المناطق ومناطق أخرى حول العالم. وبحلول عام 2019، بعد سنوات من العمليات العسكرية العراقية والسورية والأمريكية، تم دحر الجماعة الإرهابية من هذه المنطقة.

ويعتبر نظام طالبان الذى يتولى السلطة فى أفغانستان منذ عام 2021، تنظيم داعش-خراسان منافسًا له، وقد حاربه وأضعفه. ومع ذلك، قال زيلين، إن طالبان أقل اهتمامًا بكثير بمنع الجماعة من تنفيذ هجمات فى الخارج.

ونفذ تنظيم داعش خراسان هجمات بشكل منتظم فى باكستان، بما فى ذلك تجمع سياسي في يوليو أدى إلى مقتل العشرات. كما نفذت ضربات صاروخية عبر حدود أفغانستان إلى أوزبكستان وطاجيكستان.

وتقول حركة طالبان، إنها لا تسمح باستخدام الأراضى الأفغانية لشن هجمات ضد دول أخرى، وأدانت الهجوم فى إيران.

أما "عبد السيد" الباحث المستقل فى شئون الجهاد في المنطقة الأفغانية الباكستانية فقال للصحيفة، يتحدث العديد من الأفغان، بما في ذلك زعيم تنظيم داعش خراسان، شهاب المهاجر، اللغة الفارسية، وهى اللغة المستخدمة فى إيران، وتشترك الدولتان فى الحدود، ويعيش عدد كبير من المهاجرين الأفغان أيضا فى إيران، مما يسهل على الجماعة العمل هناك، وأضاف أن تنظيم داعش-خراسان يهدف إلى استخدام الهجمات لتقويض العلاقات بين طهران وكابول، وهى علاقة متوترة بالفعل. وقال سيد: "سيخلق ذلك ضغطًا سياسيًا كبيرًا على طالبان".

وقالت الصحيفة الأمريكية أن تنظيم القاعدة موجود أيضًا فى أفغانستان لكنه هش هناك، بعد أن قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار زعيمه أيمن الظواهري فى كابول عام 2022، وقال خبراء إن القيادة المركزية ل داعش تحدد أهدافا واسعة النطاق وتصدر إعلانات، لكن الجماعات التابعة لها تتمتع بالاستقلالية في التصرف وفقا لتلك الأجندة.

وفي سوريا والعراق، تعمل المجموعة فى خلايا صغيرة تواجه هجوما من القوات الحكومية والجيش الأمريكى، وقدرت الأمم المتحدة فى منتصف عام 2023 أن التنظيم لايزال يضم ما بين 5 آلاف إلى 7 آلاف مقاتل فى البلدين.

وقال "هانز جاكوب شندلر" المدير الأول في مركز أبحاث "مشروع مكافحة التطرف أنه جرى القبض على مقاتلى داعش- خراسان فى سلسلة من الاعتقالات في ألمانيا وهولندا وأماكن أخرى في أوروبا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وأضاف أن الجماعات الأخرى التابعة ل داعش قد تضع خططًا لشن هجمات فى الغرب، وأكد أن تنظيم داعش يسيطر الآن على مساحة من الأراضى فى غرب أفريقيا تعادل تقريبًا ما كان عليه فى ذروته فى سوريا والعراق قبل نحو عشر سنوات.

وقال شندلر: "مركز الثقل الآن هو أفريقيا.. عاجلًا أم آجلًا، ستكون هناك بعض التداعيات المروعة حقا."

من جهتها، تناولت "سكاى نيوز" هذه التطورات، من خلال إلقاء الضوء على قوة التنظيم الحالية، فذكرت أن المركز الوطني الأمريكى لمكافحة الإرهاب قال فى تقرير نشر فى أغسطس إن التهديد الذي يشكله تنظيما داعش والقاعدة "وصل إلى أدنى مستوياته مع قمع العناصر الأكثر خطورة"، لكن المركز حذر مجددًا من أن نصف الجماعات التابعة لتنظيم داعش "تنشط الآن فى عمليات تمرد في أنحاء إفريقيا وربما تستعد لمزيد من التوسع".

وقال إن التنظيم فقد 3 من أكبر قياداته وما لا يقل عن 13 من مسئولى العمليات البارزين فى العراق وسوريا منذ أوائل عام 2022، مما ساهم في فقد الخبرة وتراجع هجمات تنظيم داعش فى الشرق الأوسط.

أضف تعليق