قال الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الاتفاق على صيغة مشتركة للتعايش التشريعي، والتواصل بين الشريعة الإسلامية وغيرها من التشريعات في النظم القانونية المختلفة، أمر غاية في الأهمية؛ حتى نصل إلى المبادئ التشريعية العامة الحاكمة لتصرفات الناس.
وتحدث الدكتور النجار، خلال محاضرة بمؤتمر "التفاعل بين القيم وأثره على الهوية ..الانفتاح على الحداثة أم الانسحاب إلى الذات؟"، الذي يعقده مركز الأزهر لتعليم اللغة الفرنسية، على مدار ثلاثة أيام، بالتعاون مع جامعة "لومير ليون 2" الفرنسية، عن التحديد والتجديد في مسار التشريعات المقارنة، موضحًا أن تحديد معالم الحقوق التبادلية، ووضع إطار محدد يجمع مشتملاتها ومفرداتها، أمر لم يلقَ اهتماما في التشريعات العربية أو التشريعات والأنظمة القانونية العالمية.
ودعا إلى ضرورة الوصول إلى صيغة مشتركة للحقوق التي نتعامل بها الآن، خاصة في ظل حالة التصارع الملموسة في التعامل بها، ووجود خلخلة في القواعد التشريعية التي ينتظر منها أن تحقق آمال الناس في العدل والأمن والطمأنينة والاستقرار.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية على الحاجة إلى إعادة النظر في النظريات القانونية التي تناولت "الحق"، بحيث يكون لهذه النظريات مدخل جديد يوحد معنى الحق أولًا، حتى يستطيع الناس التعرف على هذه القيمة ويكتشفوا عليها، ثم تستقر العدالة، التي لا يمكن أن تستقر إلا إذا كان مفهوم "الحق" محددًا.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية قد وضعت مدخلا كبيرا لهذا الإصلاح، وذلك حين وضعت "التراضي" أساسًا للتعامل والاستقرار في المعاملات بين الناس، حيث جعل الله تعالى "التراضي"، مبدأ أساسيًا في حياة الناس، مشددًا على أن الحقوق التي شرعها الله تعالى ليست حقوقًا مطلقة، حيث إن كل حق يقابله واجب، وكل واجب يقابله واجب، وأن الإطلاق في التصرف ليس من شأن البشر.
ويستضيف المعهد الفرنسي بالقاهرة، أعمال مؤتمر "التفاعل بين القيم وأثره على الهوية"، التي تستمر حتى الخميس الموافق 11 يناير 2024، برعاية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبرئاسة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبمشاركة وحضور البروفسير ستيفان فالتر من جامعة "لومير ليون 2" الفرنسية، وديفيد سادوليه المستشار الثقافي الفرنسي في مصر، رئيس المعهد الفرنسي، ونخبة من أساتذة جامعة الأزهر والجامعات المصرية والدولية، ويناقش خلاله المشاركون عددًا من المحاور، أبرزها: القيم المقدسة والقيم الدنيوية، والنظام الاجتماعي والرؤى، والمعايير والاختلافات، والأدب بين القيم الجمالية والإبداع، والتطورات القانونية في عالم متواصل.