"جوتيريش" يدعو مجددًا في منتدى دافوس لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

"جوتيريش" يدعو مجددًا في منتدى دافوس لوقف فوري لإطلاق النار في غزةجوتيريش من منتدى الاقتصاد العالمي

اقتصاد17-1-2024 | 13:57

جدد الأمين علام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، داعًيا إلى التوصل لعملية تؤدي إلى سلام مستدام للإسرائيليين والفلسطينيين، على أساس حل الدولتين، وأكد أن هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف المعاناة ومنع امتدادها الذي قد يؤدي إلى إشعال المنطقة بأكملها.

كما دعا "جوتيريش" في كلمته بـ المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم الأربعاء، التي نقلها مركز أنباء الأمم المتحدة عبر موقعه الالكتروني-إلى السلام العادل في أوكرانيا وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مشيرًا إلى أن منتدى دافوس يسلط الضوء على أزمة الثقة العالمية، معتبرًا أن هذه الأزمة هي نتيجة مباشرة للمفارقة التي تواجه عالمنا.

وأضاف أنه في مواجهة التهديدات الخطيرة، بل وحتى الوجودية، التي تفرضها الفوضى المناخية الجامحة والتطور الجامح للذكاء الاصطناعي دون حواجز أمنية، يبدو أننا عاجزون عن العمل معًا، ورغم بدء الانهيار المناخي، لا تزال البلدان مصرة على زيادة الانبعاثات، ولا يزال كوكبنا يتجه نحو ارتفاع شديد في درجات الحرارة العالمية بمقدار ثلاث درجات، فالجفاف والعواصف والحرائق والفيضانات تضرب البلدان والمجتمعات.

ومضى قائلًا: "لقد رحل البعض إلى الأبد وخسرت شركات أخرى 10% من حجمها خلال العامين الماضيين فقط، وينبغي لمثل هذه التغيرات السريعة أن تزعجنا جميعًا، فقد أصبح عام 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق، بينما كان من الممكن أن تكون واحدة من أروع سنوات المستقبل".

وأوضح "جوتيريش" مجددًا: "إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر ضروري ولا مفر منه. لن يغير ذلك أي قدر من تكتيكات التدوير أو التخويف، ودعونا نأمل أن لا يأتي ذلك بعد فوات الأوان، ويجب علينا الآن أن نعمل على ضمان التحول العادل والمنصف نحو الطاقة المتجددة".

وأشار في الوقت ذاته إلى أن كل تكرار جديد للذكاء الاصطناعي يزيد من خطر حدوث عواقب خطيرة غير مقصودة. إذ تتمتع هذه التكنولوجيا بإمكانات هائلة لتحقيق التنمية المستدامة ــ ولكن كما حذرنا صندوق النقد الدولي للتو، فمن المرجح أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى تفاقم فجوة التفاوت في العالم.

وقال إن بعض شركات التكنولوجيا القوية تسعى بالفعل إلى تحقيق الأرباح مع تجاهل واضح لحقوق الإنسان والخصوصية الشخصية والتأثيرات الاجتماعية، وهذا ليس سرًا، والآن تتم مناقشة هاتين القضيتين ــ المناخ والذكاء الاصطناعي ــ بشكل مستفيض من جانب الحكومات ووسائل الإعلام، والقادة هنا في دافوس.

وأرجع "جوتيرش" السبب في عدم وجود استراتيجية عالمية فعالة حتى الآن للتعامل مع أي من الأمرين، إلى الانقسامات الجيوسياسية التي تحول دون الاتفاق بشأن حلول عالمية للتحديات العالمية. ومن ثم فإنه ليس من الغريب أن يفقد الناس في كل مكان ثقتهم في الحكومات والمؤسسات والأنظمة المالية والاقتصادية.

وأضاف أنه اليوم، تم تآكل أو تقويض العديد من هذه الأنظمة، وبدلًا من نزع السلاح النووي، أصبح هناك حديث عن إعادة التسلح النووي، إذ تنفق الدول المليارات لجعل ترساناتها النووية أسرع وأكثر سرية ودقة.

ولكن الآن، يتوقع بعض المحللين أننا ننتقل إلى وضع فوضوي تمامًا، حيث تحول الانقسامات الجيوسياسية على كافة المستويات دون وجود أي استجابة عالمية للتهديدات العالمية، غير أنني أعتقد بقوة أنه من الممكن منع هذا السيناريو الكارثي.

وقال إنني على ثقة من قدرتنا على بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب من شأنه أن يوفر فرصًا جديدة للقيادة، ويتمتع بالتوازن والعدالة في العلاقات الدولية، مؤكدًا أن الطريقة الوحيدة لإدارة هذا التعقيد وتجنب الانزلاق إلى الفوضى تتلخص في إصلاح التعددية الشاملة والمترابطة.

فبدءًا من الحرب الروسية لأوكرانيا، مرورًا بالسودان ومؤخرًا غزة، تتجاهل أطراف الصراع القانون الدولي وتسحق اتفاقيات جنيف وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة، حيث يقف العالم متفرجا بينما يتعرض المدنيون، ومعظمهم من النساء والأطفال، للقتل والتشويه والقصف وإجبارهم على ترك منازلهم وحرمانهم من الحصول على المساعدات الإنسانية.

وأكد أن الانقسامات الجيوسياسية تشكل عامل خطر رئيسي يؤثر على اقتصادنا العالمي المتعثر ويزيد عدم الاستقرار السياسي من انعدام الأمن الاقتصادي، ومن ناحية أخرى، بلغت فجوة التفاوت والظلم مستويات فاحشة ــ وهي عقبة خطيرة أمام التنمية المستدامة.

واستشهد "جوتيريش" بتقرير منظمة أوكسفام والذي أفاد بأن أغنى خمسة رجال في العالم – تضاعفت ثرواتهم منذ عام 2020 – بمعدل 14 مليون دولار أمريكي في الساعة.

وفي الوقت نفسه، أصبح أكثر من نصف العالم، أي ما يقرب من خمسة مليارات نسمة، أكثر فقرا، فيما يحذر البنك الدولي من أننا نتجه نحو أسوأ نصف عقد للنمو منذ 30 عامًا.

واختتم الأمين العاك كلمته قائلًا إنني أحث الجميع، وأحثكم على استخدام نفوذكم لمنع المزيد من الضرر ولإعادة عالمنا إلى المسار الصحيح نحو الأمان والرخاء والسلام.

أضف تعليق