عاطف عبد الغنى يكتب: عزباء أنجبت من «فيسبوك» سِفاحًا!

عاطف عبد الغنى يكتب: عزباء أنجبت من «فيسبوك» سِفاحًا!عاطف عبد الغنى يكتب: عزباء أنجبت من «فيسبوك» سِفاحًا!

*سلايد رئيسى28-9-2018 | 22:20

أمٌّ عزباء.. كيف؟! يعنى ليست متزوجة.. فمن أين أنجبت؟! هل تذكرون مقدمة البرامج التى خرجت على المشاهدين ببطن منتفخة، وألقت على مشاهديها مفهومها عن الـ «سنجل موم» أى المراة التى أنجبت خارج مؤسسة الزواج، وهى لم تُغتصب فتحمل، ولكنها ذهبت إلى ذلك باختيارها فمارست الرذيلة وحملت سفاحا وولدت.. هذا ما نعرفه عنوانًا للحقيقة، لكن ثقافة الفرنجة التى تنشرها وتروج لها أذرع العولمة الإعلامية، وتمنح الجوائز لمثل مقدمة البرامج هذه، التى تبحث عن فرقعة جماهيرية، وقد نالت ما أرادت، وبقى فيديو البرنامج على «اليوتيوب» يحمل عنوانًا مثيرًا، وفى ذات الوقت تقريبًا تم إنشاء صفحة على «فيس بوك» تحمل عنوان «سنجل مازر» وحصلت الصفحة مؤخرًا على جائزة من «فيسبوك» وتكفى مثل هذه الأسماء والعناوين لتمرير مفاهيم الانحراف فى عقول ناشئة وأفكار تتسلل إلى مجتمعنا المنكوب بمفاهيم العولمة والأمركة والشذوذ القادم عبر منصات «السوشيال ميديا»، وموقعها المارد السوبر باور «فيسبوك».

(1)

التأثير الاجتماعى المدمر لهذا الـ «فيسبوك» تحدثنا عنه كثيرًا، لكننى هنا بصدد الكتابة عن أخبار جديدة تتعلق بـ فيسبوك، حيث تم الإعلان بشكل محدود فى «الميديا الغربية» عن شراكة جديدة عقدها «فيسبوك» مع منظمتين أمريكيتين «ثنك تانكس» هما «المعهد الديمقراطى الوطنى» الذى يشار إليه اختصارًا بـ (NDi)، والمعهد الجمهورى الدولى (iRi) للعمل ضد مــا وصفوه بـ « الأخبار الوهمية»، أو المزورة، «Foke News».

وقبل هذه الشراكة كان «فيسبوك» يشارك حلف الناتو (وما أدراك ما حلف الناتو!) عبر ذراعه الذى يخطط له «ثنك تانك» يسمى «المجلس الأطلسى».

(2)

والنتائج المعلنة عن هذه الشراكة هى فى حد ذاتها «Foke News» حسب اللغة المصدرة إلينا من الغرب نفسه، ويكفينا ما نعرفه عن شريكى «فيسبوك» الجديدين، المعهدين الديمقراطى والجمهورى، اللذين تم طردهما ومُنعا من العمل فى مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، ليس فقط بسبب تجرأهما بالعمل على الأراضى المصرية بدون سند قانونى، ولكن أيضًا لزرع الفتنة وارتكابهما جرائم التحريض ضد الدولة المصرية، ودفع المصريين للفوضى والاقتتال الداخلى، والعمل ضد أمن البلاد وسلامتها.!

وللمعهدين تاريخ عريق فى أعمال التجسس وزرع الفتنة معروف على نطاق العالم! فقد مارسا نفس الدور فى العديد من البلدان، فى فنزويلا ضد هوجو شافيز، الرئيس الوطنى الذى تمرد على السيد الأمريكى، وفى البرازيل ضد الرئيسة اليسارية «ديلما روسيف»، وأمريكا تكره اليسار واليساريين، لذلك هندست أمريكا عبر ذراعها المتمثل فى المعهدين، ومؤسسات استخباراتية أخرى الانقلاب البرلمانى ضدها عام 2016، وعمل المعهدان أيضا على إسقاط حكومة «سندنستا» فى نيكاراجوا فى الثمانينيات.

(3)

ودعونى أذكركم أن المعهدين الأمريكيين تابعان للحزبين الرئيسيين (الجمهورى والديموقراطى) اللذين يتبادلان الحكم والسلطة فى أمريكا.

والمعهد الجمهورى، ومقره واشنطن العاصمة تتألف هيئته الاستشارية من عدد من كبار صقور اليمينيين الجدد فى واشنطن، بينما تترأس المعهد الديمقراطى مادلين أولبرايت السياسية المشهورة بدعمها لكل ما هو صهيونى، وقد تم إنشاء المعهدين عام 1983 كأذرع لمؤسسة أكبر هى « وقفية الصندوق الوطنى للديمقراطية» (نيد) التى تأسست أثناء فترة الحرب الباردة للعمل على تفكيك الاتحاد السوفيتى، وهى لصيقة فى عملها بوكالة الاستخبارات الأمريكية (سى آى إيه).

  هذه المؤسسات طوت تحت جناحها «فيسبوك» منذ خروجه للنور وانتشاره الكبير وتأثيره الأكبر، وعلى الجانب العملى، لا معنى لما سبق إلا أن المخابرات الأمريكية تقود وتوجه وتهندس خوارزميات «فيسبوك»، أى معادلاته الرياضية التى تتحكم فيما ينشر، وما لا ينشر، وما يتم الترويج له، وما يتم دفنه فى الأعماق، فـ «فيسبوك» ليس شخصًا يجلس خلف جهاز كمبيوتر، ولا هو لجنة أليكترونية تتابع تواريخ أعياد ميلادنا، وذكرياتنا السعيدة، التى نتشارك فيها على صفحاتنا لكنه شىء أخطر من هذا بكثير، ومد الأمر على استقامته لابد أن يقودنا من أمريكا إلى إسرائيل.

وهناك تسريبات وأصوات ضمائر شاردة عن القطيع الصهيونى فى الغرب، تفضح، ما يخفيه «فيسبوك» من معلومات مثل أنه فى عام 2017 اجتمع ممثلو «فيسبوك» مع مسئولين حكوميين إسرائيليين، ووضع الطرفان قائمة بالأصوات الفلسطينية التى يجب فرض الرقابة عليها، وقد تم تنفيذ الطلبات الإسرائيلية بنسبة 95% على الأقل!

إذن إسرائيل أيضا تستخدم النظام الأساسى لمنصة التواصل الاجتماعى «فيسبوك» بفعالية كبيرة لإسكات الأصوات غير المرغوب فيها، ليس هذا فقط، ولكن للتحكم فيما يصل إلى مالا يقل عن 2 مليار مستخدم من رواد «فيسبوك».

(4)

ونشر الموقع الشهير بيو «Pew» عددًا من الإحصائيات تشير إلى أن 20% فقط من الأمريكيين يؤمنون بمصداقية أخبار «فيسبوك» وتنخفض النسبة فى ألمانيا إلى 18% فقط، بينما يلجأ 52% من البرازيليين، لمعرفة الأخبار من الموقع، ومثلهم 61% من المكسيكيين، وفى بلادنا لا نعرف النسبة الحقيقية لهذا الجمهور المخدوع للأسف والذى ينتمى أكثره للبلاد المستهدفة والملعوب بعقول شعوبها.

يقول آلان ماكلويد عضو مجموعة الإعلام بجامعة جلاسكو فى مقال حديث منشور له، إن إسرائيل تلجأ إلى «فيسبوك» فى تدعيم الجماعات الإرهابية فى سوريا، وفى إخفاء خبر مثل إسقاط الطائرة الروسية فوق سماء سوريا عن العالم وهذا ما يسمى بالحروب السرية..

وينتهى المقال المشار إليه إلى القول إن احتكار شركة واحدة هى «فيسبوك» لهذا التدفق الإخبارى العالمى يمثل إشكالية بالفعل، إلا أن تزايد سيطرة الحكومة والشركات الأمريكية على وسائل التواصل هو أمر مثير للقلق بشكل كبير، وإنه على أولئك الذين يؤمنون بحرية تبادل المعلومات الوقوف ضد استخدام «فيسبوك» كأداة لسياسة أمريكا الخارجية.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2