قالت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لـ جامعة الدول العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، إن تأثيرات الثورة الصناعية الرابعة والتي ظهرت بداياتها منذ عام 2016 وتسارع متغيراتها الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والتطور التكنولوجي، جاءت مصحوبة بالعديد من الإيجابيات والسلبيات على غرار سابقاتها من الثورات الصناعية، فبرغم من تحقيق ارتفاع مستوى المعيشة وتحسَن الخدمات الصحية والتعليم والاقتصاد وغيره، إلا أنها احدث اضطرابات اجتماعية، مؤكدة على ضرورة تأهيل الأطفال والشباب لمسايرة مستجدات الثورة الصناعية الرابعة.
جاء ذلك في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لـ منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة السادس تحت شعار "تمكين الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها"، والذي يقام بالشراكة بين المجلس العربي للطفولة والتنمية و جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" ومكتبة الإسكندرية، وذلك بمقر مكتبة الإسكندرية.
وأضافت "أبو غزالة"، إن الأطفال والشباب يعدان (هدفًا وأداة) في الوقت نفسه لجهود التنمية والتقدم، الأمر الذي يتطلب تأهيلهم لمسايرة مستجدات الثورة الصناعية الرابعة، والتعامل مع تحدياتها، وتمكينهم ثقافياً وعلمياً عبر استغلال التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في تطبيقات التعليم والحياة المجتمعية.
ونوهت بأننا أمام واقع يتخطى تنشئة الطفل التنشئة التقليدية إلى التنشئة الإلكترونية التي تتوافق وطبيعة العصر الرقمي في مرحلته الرابعة، حيث أكدت الدراسات العلمية أن الأطفال الذين تزامنت أعمارهم مع ظهور وانشار الإنترنت لا يعيرون اهتماما بالعلاقات التقليدية لقبولهم بمعايير العالم المبني على الأسس الإليكترونية والاندماج، وهنا يظهر الدور الهام للعمل على تهيئة البيئة الاجتماعية الداعمة لعملية التمكين من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية والتكنولوجية سواء التمكين الذاتي للطفل من خلال بناء قدراته أو من خلال التمكين الموضوعي الموجهة إلى بيئة الطفل و المؤسسات الاجتماعية المتمثلة بالأسرة والمدرسة والمؤسسات الحكومية والخاصة.
وأشارت إلى أن الواقع يؤكد أن أطفالنا أمام تحدٍّ حقيقي فيما يرتبط بتداعيات الثورة الصناعية الرابعة، وكيفية المواجهة الثقافية والفكرية والعلمية في سبيل تنمية الطفل وتنشئة أجيال جديدة تواجه المستقبل بوعي وفكر استشرافي.
وأوضحت أن جامعة الدول العربية، خطت مراحل لنشر ثقافة حقوق الطفل وتمكينه في البيئة الرقمية، وتعتبر أجندة التنمية للاستثمار في الطفولة 2030، أول أجندة عربية معتمدة من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، تدعو إلى توسيع استفادة الطّفل العربي من تكنولوجيا المعلومات، وضمان حمايته من مخاطر الإنترنت وسوء استخدامها، كما تعمل جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية على اطلاق السلسة الثانية من "حملة إنترنت آمن للأطفال" خلال شهر أبريل من العام الحالي، وسيكون أحد محاور الحملة توعية الأطفال حول تقنية الذكاء الاصطناعي وكيفية الاستفادة منها في تطبيقات التعليم.
وذكرت أنه بالتوازي مع انعقاد المنتدى، فإننا نستذكر أطفالا يعيشون في وطننا العربي تحت الاحتلال حلمهم أن يعيشوا حياةً آمنة مطمئنة بعيدًا عن كل أسباب الخوف واللجوء، وبعيدًا عن كل أشكال العنف، قلوبنا تتألم لأطفال فلسطين الأبرياء جراء العدوان الغاشم للاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، والذي يعدّ حرب إبادة وسط عجز دولي عن لجم الآلة العسكرية الإسرائيلية لوقف العدوان، لنجد أنفسنا بوضع غير مسبوق لمؤشر متزايد لأعداد الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين (أكثر من 28 ألفا من الضحايا) إن ما حدث ويحدث في قطاع غزة من قصف للمدنيين من الأطفال والنساء والرجال والمستشفيات والمدارس، وتدمير للخدمات والمرافق العامة بفعل قوات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية أمام مرأى ومسمع العالم يدل على تدهور منظومة الحقوق الإنسانية العالمية، وعدم اعتراف الاحتلال بالمواثيق الدولية التي وضعتها الأمم المتحدة وتبنتها دول العالم.
وفي ختام كلمتها، توجهت بالشكر والتقدير للقائمين على هذه العمل التنموي، ولممثلي الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني والخبراء المتخصصين ووسائل الإعلام لحرصهم على المشاركة في أعمال المنتدى ولجهودها المقدرة لنهوض بقضايا الطفولة على المستويين الوطني والعربي.