كيفية الصلاة بالحذاء وما شروطها؟

كيفية الصلاة بالحذاء وما شروطها؟الصلاة بالحذاء

الدين والحياة17-2-2024 | 08:23

إنَّ الشَّريعة الإسلاميَّة مبنيَّةٌ على عددٍ من القواعِد والأُسس التي تتّسم باليُسر ورفع المشقَّة والحَرج عن المُسلمين، ونَجد هذه المَعاني في العديد من الآيات الكَريمة في كتاب الله -تعالى-، كما في قوله -تعالى-: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)،[١٧] وفي قوله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ).

فإذا وُجدت المشقَّة في أيِّ زمان ومكان رُخِّصت الرُّخص لأهل الأعذار لِرفع هذه المشقَّة عنهم، ولتَمكينهم مِن أداءِ العِبادات وتَطبيق أوامر الله -سبحانه وتعالى-.

ونَجد مَظاهر اليُسر أيضاً في الرُّخص المتعلِّقة بالصَّلاة والتي شرعها الله -تعالى- لِعباده من أَهل الأعذار؛ فلِلمسافر مثلاً رُخصة قَصر الصَّلاة الرباعيَّة والجمع بين الصَّلاتين جَمع تقديمٍ أو جَمع تأخيرٍ، وللِمريض وغَير القادر على القِيام الصَّلاة جَالساً أو مُتّكئاً أو مُستلقياً بِحسب حَاله وقُدرته، ومن قُطع عنه الماء فله التَّيمُّم بدلاً من الوُضوء والغُسل.

وفى هذا السياق قالت دار الإفتاء: إن الصلاة في النعال يدور حكمها بين الندب والإباحة، فلا يجوز اعتقاد وجوبها ولا اعتقاد حرمتها؛ لأن كليهما لم يشرع فيهما، فمن صلى فيها على وجه الندب، ومن تركها في الصلاة على وجه الإباحة؛ لم يتعد حدود الله فيها.

وذكرت دار الإفتاء، أن أداء العامة في هذا الزمان الصلاة في المساجد بالنعال أو بدونها أمر يحتاج إلى النظر فيما إذا كان في وسعهم أن يتحروا طهارة الأحذية ويتحققوا من خلوها من النجاسات والأقذار مع كثرتها في الطرق كما كان يتحرى الصحابة والسلف الصالح، وهل يمكن أن يبقى للمساجد حرمتها وللفرش التي بها نظافتها إذا اقتحموها للصلاة بأحذيتهم كما يغشى أهل الكتاب الآن كنائسهم بالأحذية؟ والجواب عن ذلك: بالسلب، فإذا سلكنا بالعامة في هذا الباب مسلك ابن عمر وأبي موسى الأشعري من ترك الصلاة بالنعال -وناهيك بهما تحريًا واقتداءً- وسعنا ذلك، وكان فيه اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في بعض أحواله.

وروي عن أبي مسلمة بن يزيد الأزدي قال: سألت أنسًا رضي الله عنه: أكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في نعليه؟ قال: "نعم" رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَلَا يُؤْذِ بِهِمَا أَحَدًا، لِيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَوْ لِيُصَلِّ فِيهِمَا».

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا" رواهما أبو داود.

أضف تعليق