أسامة سرايا يكتب: خاشقجي وإعلام اليسار الراديكالى

أسامة سرايا يكتب: خاشقجي وإعلام اليسار الراديكالىأسامة سرايا يكتب: خاشقجي وإعلام اليسار الراديكالى

*سلايد رئيسى18-10-2018 | 15:44

منذ اللحظة الأولى لاختفاء الكاتب السعودى جمال خاشقجى بدا واضحا أن الأمر يتخطى شخص الكاتب السعودى.

بعض وسائل الإعلام معروفة التوجه لدى الجميع أرادت تحويل الأمر برمته إلى حدث كبير ليس لإيمانها بقيمة خاشقجى ولا حتى تضامنا معه كمواطن سعودى، ولكن الهدف كان واضحا أنه للقصاص من المملكة العربية السعودية، عبر تحويل قضية خاشقجى لقضية رأى عام وإحراج السلطات السعودية أمام العالم.

الغريب فى الأمر هو هذا التشابه الكبير فى الأخبار والافتراضات وربما الافتراءات التى تم تداولها عبر عدد من الصحف ووسائل الإعلام ليست فقط على المستوى الإقليمى ولكن حتى على المستوى الدولى، حول مصير الكاتب السعودى وماحدث معه.

مايدعو فعلا للدهشة هو حالة التوافق التى ظهرت منذ اللحظة الأولى فى بعض وسائل الإعلام الإقليمية مع منصات الإعلام الإخوانجى جنباً إلى جنب مع عدد من الصحف ووسائل الإعلام الدولية التى يُفترض فيها تحرى الدقة وتبنى الموضوعية.

عدد من منصات الإعلام الإقليمى الممولة من قطر وتركيا وإيران سعت بكل قوة لتحميل الأمر برمته للسطات السعودية، ومنذ البداية بدأت تلك المنصات الإعلامية فى تلفيق الأكاذيب والادعاءات حول مصير الكاتب جمال خاشقجى، عبر استباق التحقيقات بالأخبار والمانشيتات الحمراء بكلمة" مصادر مسؤولة ومصادر مطلعة"، وادعاءات من قبيل امتلاك تسجيلات صوتية وفيديوهات موثقة سرعان ماتم التراجع عنها وتكذيبها.

على الجانب الآخر تجد منصات الإعلام الإخوانجى خرجت هى الأخرى لتلتقط الخيط وتبدأ فى نسج القصص والخيالات حول ماحدث للكاتب جمال خاشقجى، وتقدم نفسها كقنوات مدافعة عن حقوق الإنسان فى حين أنها تقوم بالتحريض العلنى والمباشر ضد السلطات السعودية من دون أى شكل من أشكال الخجل أو احترام المواثيق المتعارف عليها، ولما لا وهذه المنصات تحظى بكل أشكال الدعم دون رقيب ولاحسيب رغم علم سلطات تلك الدول التى تخرج منها هذه القنوات دون اتخاذ موقف تجاه هذه المؤسسات أو القائمين عليها.

وبعيدا عن قصص الخيال العلمى التى ملأت فضاء الشرق الأوسط، دخلت عدد من وسائل الإعلام الدولى على خط القضية، لتعتمد هى الأخرى على مصادرها المسؤولة والمجهولة تارة لتصفية الحسابات مع حكومات بلدانها، وتارة أخرى لابتزاز حكومة المملكة العربية السعودية، فعدد من المؤسسات الإعلامية الأمريكية على سبيل المثال كانت حاضرة وبقوة فى المشهد ليست ضامنا مع خاشقجى كما يرى البعض، ولكن لتصفية حساباتها مع الإدارة الأميركية التى لا تبدو على وفاق مع تلك المؤسسات التى كانت ضد هذه الإدارة وضد رئيسها ترامب منذ اللحظة الأولى للانتخابات الأمريكية فى عام 2016.

القضية لم ولن تكن خاشقجى.. القضية هى دول وكيانات سياسية وإعلامية ودولية رأت فى خاشقجى مادة جيدة لتصفية الحسابات مع المملكة العربية السعودية، ومحاولة للنيل منها وابتزازها والإضرار بمصالحها على مستوى العالم.

    أضف تعليق