الحكمة الإلهية لتحويل القبلة من المسجد الأقصى لبيت الله الحرام

الحكمة الإلهية لتحويل القبلة من المسجد الأقصى لبيت الله الحرامالمسجد الأقصى

الدين والحياة20-2-2024 | 10:01

تتجلى الحكمة من تحويل قبلة المسلمين في الصلاة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة.

من دلالات حدث تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة المكرمة أن الله تعالى ميز هذه الأمة بأن جعلها خير الأمم، كما جعلها أمة العدل والخيار والوسطية، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً).

ففي حين ضلت الأمم عن إدراك الحق في كثير من الأمور هدى الله تعالى هذه الأمة لما فيه الحق بإذنه ومن بين ذلك هدايتها إلى القبلة الحق وهي قبلة إبراهيم عليه السلام.

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه عندما استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة،‏ صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام‏,‏ ليس تقليلا من شأن المسجد الأقصى ولا تنزيلا من شأنه‏,‏ ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى هي حقيقة الإسلام‏.

حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله‏,‏ وليكون قبلة للإسلام والمسلمين‏,‏ وليؤكد أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام‏: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ) وليس تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلا تأكيدا للرابطة الوثيقة بين المسجدين‏.

فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية قصر الزمن أو طال‏,‏ فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية‏,‏ الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات‏,‏ إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق‏: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) ‏وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فهو بذلك يعود إلى أصل القبلة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ).

فهي دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام‏, ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم ﷺ فقد أخره الله ليقدمه‏,‏ فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال‏.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2