ناقش الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، والجهات التنفيذية، ووفد كلية الفنون والتصميم بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب "MSA"، الخطوات التنفيذية للهوية البصرية للمحافظة، وذلك طبقا لبروتوكول التعاون المبرم بين المحافظة والجامعة، لتنفيذ هوية بصرية للمحافظة بشكلٍ كامل بالمجان.
جاء ذلك خلال اللقاء التوعوي، الذي عقد بقاعة الاحتفالات الكبرى بديوان عام محافظة الفيوم، بحضور كل من الدكتور محمد عماد نائب المحافظ، والدكتور ياسر مجدي حتاتة رئيس جامعة الفيوم، والنائب أحمد دياب، والنائب محمد طه الخولي، والنائب أيمن شكري أعضاء مجلس النواب، والنائب وليد هويدى عضو مجلس الشيوخ، والدكتورة منى سليمان مستشار المحافظ للمشروعات والتنمية الحضرية، والدكتور محمد التوني معاون محافظ الفيوم، المتحدث الرسمي للمحافظة، والدكتور عاصم العيسوي نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ووفد كلية الفنون والتصميم الذي ضم، الدكتور طارق صالح عميد كلية الفنون والتصميم، والدكتور أحمد عطية مسئول إدارة مشروع الهوية البصرية لمحافظة الفيوم بالكلية، والدكتور هشام ناجي أستاذ وخبير الهوية البصرية بالكلية ، والدكتور هاني عبدالبديع عميد كلية التربية النوعية بجامعة الفيوم، والعميد أشرف مرسي مدير إدارة مرور الفيوم، ووكلاء الوزارة بالمحافظة، ورؤساء مجالس المدن، ومديرى عموم الإدرات المعنية، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والقيادات الطبيعية، والجهات ذات الصلة.
في بداية الاجتماع، رحب محافظ الفيوم، بوفد كلية الفنون والتصميم بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب "MSA"، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وجميع الحضور، مشيراً إلى أن هذا اللقاء التوعوي وتلك الجلسة الحوارية سبقها عدد من الفعاليات واللقاءات مع وفد كلية الفنون والتصميم، وممثلي الجهات ذات الصلة، بهدف توحيد الرؤى حول وضع هوية بصرية شاملة للمحافظة، مع التركيز على المناطق السياحية والأثرية، ومظاهر الطبيعة الخلابة التى تتمتع بها البيئة الفيومية، بما يجعل المحافظة مقصداً للزائرين من الداخل والخارج، مثمناً جهود المشاركين بتنفيذ تصميمات الهوية البصرية للفيوم، والتى بلغت 6 تصميمات وتم التوافق على المقترح والرؤية التى نحن بصدد استعراضها اليوم، من قبل فريق العمل الخاص بكلية الفنون والتصميم، والذي يعبر بشكل قوي وجديد وجذاب عن مكونات المحافظة وطبيعتها.
وأضاف المحافظ، أن الفيوم تمتلك موروثًا تاريخيًا وحضاريًا قويًا، يمتد لأكثر من 40 مليون عام على مدار مختلف الحقب الزمنية، وخلال هذه الفترة الطويلة الضاربة بعمق فى التاريخ الإنساني، مرت على إقليم الفيوم العديد من الحضارات التى تركت آثارًا شاهدة عليها حتى وقتنا الحالي، لافتًا إلى أن النموذج الذى تم التوافق عليه روعي فيه جميع مكونات المحافظة، وأبعادها اللونية والمكانية، وتم الاطلاع على ما تم تنفيذه للهوية البصرية بالمحافظات الأخرى من قبل فريق عمل كلية الفنون والتصميم، فضلاً عن التنسيق بين المحافظة ووزارتي السياحة والبيئة بهذا الشأن، موضحًا أن التصميم الذي نحن بصدده قابل للتعديل والتغيير تبعًا للرؤى والمقترحات التى ستطرح باللقاء، لوضع هوية بصرية للمحافظة تعبر عنها لسنوات كثيرة قادمة.
ولفت محافظ الفيوم، إلى أن تنفيذ رؤية جديدة للهوية البصرية للمحافظة، يحتاج إلى جهد وتأنٍ ودراسة متكاملة لكل أبعاد الإقليم الفيومي، فالأمر ليس سهلاً، ومحافظة الفيوم لها ظهير سياحي ليس بالقليل، بجانب الظهير الزراعي والصحراوي، إضافة للحرف التراثية اليدوية، مما يجعل تحديد الهوية البصرية للمحافظة أمراً يستلزم شمول كل الأنشطة بها، لتسليط الضوء على ما بها من ميزات وخصائص، بهدف بث روح الولاء والانتماء لدى أبناء الإقليم.
ومن جهته، قدم عميد كلية الفنون والتصميم بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب"MSA"، الشكر لمحافظ الفيوم، لإتاحته الفرصة للكلية لتنفيذ رؤيتها بتصميمات معبرة عن الهوية البصرية الجديدة لمحافظة الفيوم، آملاً بمزيد من التعاون خلال المرحلة القادمة بين المحافظة والكلية بمختلف المجالات ذات الصلة، مشيراً إلى أن تحقيق الوحدة والهوية البصرية لمحافظة الفيوم، جاء خلال فترة عمل دءوب، ودراسة مسحية لمختلف العناصر الثقافية بالمحافظة، مع مراعاة المكونات الأساسية للمحافظة "زراعية ـ حرفية ـ سياحية، تاريخية، اجتماعية".
وأضاف أن ما يتم عرضه اليوم من تصميم للهوية البصرية لمحافظة الفيوم، في هذا اللقاء التوعوي، يهدف إلى معرفة التغذية العكسية ورؤية الآخر النقدية البناءة للتصميم، لأن الخطة التنفيذية لتلك الهوية على أرض الواقع لا بد أن يراعى فيها الآراء المختلفة للجهات ذات الصلة، مشيراً إلى أن كلية الفنون والتصميم، بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب"MSA"، سبق لها أن نفذت هوية بصرية لمدينة أكتوبر الجديدة، وتجربتنا بمحافظة الفيوم تعد تجربتنا الثانية في هذا المجال، لافتاً إلى أهمية مراعة جميع ملاحظات الحضور خلال تنفيذ الهوية البصرية للمحافظة.
وفي السياق نفسه، استعرض الدكتور هشام ناجي الخبير وأستاذ الهوية البصرية بكلية الفنون والتصميم بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب"MSA"، نموذج التصميم الذي تم التوافق عليه من بين التصميمات الستة التى تم وضعها للهوية البصرية لمحافظة الفيوم، تلك التصميمات التى استغرقت أكثر من ستة أشهر، وشارك في تنفيذها 45 فرداً من أبناء الكلية "طلاب، وهيئة تدريس، وجهات معاونة" بواقع 25 طالبًا وطالبة، و13 معيدًا ومدرسًا مساعدًا، و7 مدرسين، وتم تقسيمهم إلى فرق عمل، وعقد أكثر من 22 اجتماعًا رئيسيًا بخلاف الاجتماعات الفرعية.
وأضاف أن تصميم الهوية البصرية لمحافظة الفيوم "مصر الصغرى"، اشتمل على شعار للمحافظة، يعبر عن هوية وتاريخ الفيوم باعتبارها قلب مصر، وتحديد شخصية المحافظة من خلال عناصرها اللونية ومقوماتها الطبيعية، وتحويل تلك العناصر والألوان لرموز جمالية معبرة لهوية المحافظة، من خلال استغلال رمزية سواقي الهدير، وأبراج وبيوت الحمام، وبحيرة قارون، وشلالات الريان، ووادي الحيتان، والآثار التاريخية، والحرف التراثية، وصناعة الخزف والفخار، والزراعات التى تشتهر بها، والبيوت الريفية، وتنسيق كل هذه الرموز في أعمال فنية تعبر عن المحافظة، بهدف المساعدة على تقليل التلوث البصري، والترويج لها سياحيًا داخليًا وخارجيًا.
وتابع،أستاذ الهوية البصرية بكلية الفنون والتصميم، أن تصميمات الهوية البصرية لمحافظة الفيوم، تتضمن تنفيذ جداريات فنية تعبر عن ميزات المحافظة، وملصقات "بوسترات" بمداخل المحافظة، وميادينها وشوارعها الرئيسية، وإضفاء العناصر المميزة للمحافظة على كل المستلزمات التى نستخدمها في حياتنا اليومية، من علامات إرشادية، ولافتات إعلانية، وأعلام، ومطبوعات، ووسائل مواصلات، وتذاكر دخول المواقع السياحية والحافلات، والتيشيرتات، والزى الرسمي، والاختام، والأجندات، والمفكرات، وأدوات الدعاية، وخيام المعسكرات، وأشرعة المراكب وغيرها، بجانب تنفيذ مجسمات للهوية البصرية بالمواقع السياحية والأثرية، وكذا تصميم موقع إلكتروني معبر عن هوية المحافظة، بما يرسخ الهوية البصرية للمحافظة لزائريها، ويبث روح الولاء لدى أبنائها.
وعقب ذلك، تم فتح باب الحوار أمام الحضور، لتلقى آرائهم ومقترحاتهم حول تصميم النموذج الخاص بالهوية البصرية لمحافظة الفيوم، والتى شملت أهمية التركيز على المعلم السياحي الأشهر للمحافظة وهو سواقي الهدير، ومنطقة الريان، والآثار بحضاراتها المختلفة، والأبعاد اللونية وكثافتها فى تصميم الهوية البصرية، ودور جامعة الفيوم فى تنفيذ التصميم والمشاركة بوضع رؤيتها، والعمل على شمولية التصميم واكتمال رؤيته، كونه ينحصر في الهوية البصرية السياحية للمحافظة، وأهمية أن تخاطب الهوية البصرية طلاب المدارس والجامعات، وكذا أبناء المحافظات الأخرى فضلاً عن الدول الخارجية، والعمل على خامات صديقة للبيئة، وتثبيت ما يرمز للملاذ الآمن للحياة البرية والذى تسعى المحافظة لإنشائه بمحمية وادى الريان، وكذا التعبير عن البيوت والأبنية والشكل المعماري للمحافظة، ومراعاة حجم تنفيذ التصميم سواء المتحرك أو الثابت، بما يسهم عن الإعلان عن محافظة الفيوم بشكل حقيقي وواقعي وشامل.
ومن جهته، قام محافظ الفيوم، ومعاونه، وفريق عمل كلية الفنون والتصميم، بالرد على كل هذه الاستفسارات والإجابة عن هذه التساؤلات، في حوار مثمر وبناء، على رؤية علمية وأدلة منطقية، مؤكدين أنه تمت عمل دراسة مسحية لإقليم الفيوم، وتم تنفيذ أكثر من تصميم للهوية البصرية لها واختيار هذا التصميم من بينها بعد التوافق عليه، ولفت المحافظ إلى أنه ستتم مراعاة كل تلك الرؤى وهذه المقترحات في تنفيذ الهوية البصرية للفيوم، مرحباً بكل الآراء التى تم وسيتم طرحها من قبل مختلف الجهات والأفراد ممن لديهم الدراية، لتطبيق هوية بصرية معبرة للمحافظة على الوجه الأمثل، مثمناً مشاركة هذا العدد الكبير في تلك الجلسة الحوارية، لمناقشة الخطة التنفيذية للهوية البصرية لمحافظة الفيوم.