الولايات المتحدة تقرر استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد كل قرار يتم تقديمه لوقف إطلاق نار فوري، بحجة أن ذلك يتعارض مع الجهود المبذولة للتوصل لصفقة، ثم تتحدث عن حل الدولتين وتترك إسرائيل كي تعلن رفضها لكل شيء باستثناء القتل والحرق والاستمرار في حرب مفتوحة، ولذلك تعتمد السلطة الفلسطينية سلاح المعارك القانونية والسياسية، ولكن دون اهتمام أمريكي إسرائيلي، وقد عقدت محكمة العدل الدولية مؤخرًا جلسات استماع تاريخية حول شرعية احتلال إسرائيل المستمر للأراضي الفلسطينية.. ولا علاقة لهذه القضية بالقضية التي رفعتها جنوب إفريقيا مؤخرًا ضد إسرائيل وتتهمها بها بالإبادة الجماعية، حيث إنها تأتي استجابة لطلب قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 2022 للحصول علي رأي استشاري من المحكمة بشأن العواقب القانونية لسياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية كما تقدمت مصر بمذكرة للمحكمة، وتعد بمثابة خطوة مهمة تضاف إلى سجل الخطوات القوية، التي تقوم بها الدولة المصرية لحماية الحق الفلسطيني وأيضا ذهبت القيادة الفلسطينية إلى تشكيل لجنة لوضع ورقة عمل وخطة تحرك لوقف العدوان الإسرائيلي.
وهنا أعرض ما سبق أن أعلنته هيلاري كلينتون في مذكراتها وأعتقد أن كثر اطلعوا عليها عندما ذكرت أن المطروح في أمريكا كالتالي، وهو خطط قديمة يتم تطبيقها اليوم بالتدريج مستغلة الحرب علي غزة.
وذكرت كلينتون أن أمريكا دخلت الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان علي ما يرام وجيد جدًا وفجأة قامت ثورة شعب مصر في 30 يونيو، و3 يوليو وتم الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي وكل شيء تغير في خلال 72 ساعة وتضيف كما ذكرت كلينتون
(كنا علي وشك الاتفاق مع إخوان مصر وإعطائها لحماس) وكذلك فتح الحدود مع ليبيا لحصار مصر وتقول أيضا في مذكراتها (كنت قد زرت 112 دولة في العالم لشرح الوضع الأمريكي مع مصر وفجأة تحطم كل شيء وفكرنا في استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا و جيش مصر قوي للغاية.
وتقول هيلاري "إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا وإذا تركنا مصر خسرنا، وهو شيء في غاية الصعوبة، لأن مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي، ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان، كان سيتم بعد ذلك تقسيمها ثم سيتم التوجه بعد ذلك لدول الخليج، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل.. انتهي الاقتباس من مذكرات كلينتون، ولذلك العالم العربي أمام تحديات اللعبة الأمريكية التي تتحدث عن علاقات استراتيجية، ثم تخطط للسيطرة وإشعال الفتن، الوضع يحتاج وعيا كبيرا من الشعوب لإحباط كل الخطط مهما كانت الضغوط الاقتصادية المفتعلة ضد مصر وتطال الأحوال المعيشية للشعب.