اختتمت مساء اليوم الأحد، فعاليات الدورة الـ60 لـ معرض باريس الدولي للزراعة، بعد أن شهدت إقبالًا كبيرًا، حيث بلغ عدد الزوار هذا العام أكثر من 600 ألف زائر.
أعلن المنظمون أن المعرض استقبل 603 آلاف، و652 شخصًا في دورته لهذا العام، مع انخفاض بنسبة 2%، مقارنة بالعام الماضي، (حيث سجل 615 ألفا و204 أشخاص)، وشهدت الدورة الحالية عدة توترات واضطرابات، خاصة عند افتتاح المعرض، لاسيما بين الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، وعدد من المزارعين الفرنسيين المحتجين منذ أكثر من شهر مضى في البلاد.
قال رئيس المعرض الزراعي -في تصريح- إن هذه الدورة كانت صعبة، خاصة في بداية المعرض، لكنها ما لبثت أن شهدت حضورًا كبيرًا. ففي اليومين الأولين، كان هناك انخفاض في عدد الزوار، لكن بعد ذلك توافد عدد كبير من المواطنين حتى وصل إلى أكثر من 100 ألف زائر أمس السبت.
وفي أجواء شديدة التوتر، افتتح المعرض يوم السبت الموافق 24 فبراير الماضي، بحضور الرئيس الفرنسي، وذلك بعد تأخير نحو ساعتين؛ بسبب مظاهرات نظمها أعداد كبيرة من المزارعين الفرنسيين أمام المعرض، حيث تستمر احتجاجاتهم في البلاد منذ أكثر من شهر.
وعقد الرئيس الفرنسي مناقشات مع المزارعين المحتجين، في محاولة لتهدئتهم والاستماع لمطالبهم، خاصة بعد أن احتشد عدد منهم أمام مدخل المعرض، والذي يقام بأرض المعارض الكبرى في "بورت دو فرساي"، فيما اندلعت اشتباكات مع قوات الأمن.
وصرح "ماكرون"، -عقب اجتماع دام نحو الساعة مع قادة النقابات الزراعية- بأن معالجة المسائل الأساسية، والأزمة الزراعية التي تمر بها البلاد "لن تتم في خلال ساعات قليلة.. ولن يتم حلها اليوم، أو أثناء المعرض"، داعيًا إلى أن "يقام المعرض بشكل جيد وفي هدوء".
وحرص الرئيس الفرنسي على الاستماع إلى مطالب المزارعين المحتجين، الذين اعتبروا أن الإجراءات التي أعلنتها الحكومة غير كافية، وهم يشكون من انخفاض الدخل ومن القوانين البيئية الصارمة، ويشكون أيضًا من المنافسة غير العادلة من السلع الأوكرانية الأرخص ثمنًا.
وقال ماكرون: "لدينا قطاعات تواجه صعوبات كبيرة؛ منها الفواكه والخضراوات، والثروة الحيوانية، ولدينا مناطق تواجه صعوبات حقيقية؛ بسبب مشاكل تتعلق بالمناخ"، مذكرا بأهداف الحكومة الثلاثة لمواجهة الأزمة الزراعية، وهي: "السيادة الزراعية والغذائية في فرنسا وأوروبا"، و"حماية الأراضي الزراعية"، و"اتخاذ إجراءات تتعلق بالدخل"، كما وعد بأنه سيجتمع في غضون ثلاثة أسابيع بالنقابات الزراعية، ومديري القطاعات في قصر الإليزيه من أجل بناء خطة زراعية مستقبلية بحلول عام 2040".
يُذكر أن "معرض باريس الدولي للزراعة"، يُعد المكان الذي يلتقي فيه جميع الأطراف الفاعلة في عالم الزراعة كل عام، وهو أكبر حدث زراعي في فرنسا، حيث يعرض المربون والمزارعون المحليون والأقاليم والجمعيات المهنية الزراعية ومعاهد البحوث، جميع منتجاتهم في مختلف جوانب القطاع الزراعي، كما يحظى بشعبية كبيرة في فرنسا، ويزوره ما لا يقل عن 600 ألف زائر كل عام.