علي جمعة: ابتعدنا عن منهج الله فعمّت الفوضى

علي جمعة: ابتعدنا عن منهج الله فعمّت الفوضىعلى جمعة

الدين والحياة4-3-2024 | 10:20

إن أعظم سبب للسعادة في الدنيا والآخرة يكمن في الإقبال على الله تعالى، والاستسلام له سبحانه، والانقياد لشريعته، والقبول بأحكامه، والإذعان لأوامره؛ وأعظم سبب للشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة الإعراض عن الله تعالى، والاستنكاف عن عبادته، ورفض الخضوع لشريعته، والاعتراض على أحكامه وأوامره.

ومن قرأ القرآن وجده مليئًا بالآيات المحذرة من الإعراض عن دين الله تعالى، والصدود عن سبيله، والاستكبار عن عبادته، والاعتراض على شيء من شريعته، وما يترتب على ذلك من عقوبات شديدة في الدنيا والآخرة على الأفراد والأمم.

وفى هذا الصدد قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن ابتعاد المسلمين عن منهج ربهم يؤكد ضياع المقياس من أيديهم فذهبوا شذرا مذرا، وتفرقوا، وفي تلك الآيات المتتابعة التي ترشدنا لمتابعة حكم الله ومنهجه المعاني العظيمة، فذكرنا قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ إن المسألة تحتاج إلى يقين وإذا اختل اليقين تحول إلى ظن، واختل الإيمان بالله وموعوده، والله جعل الجنة لمن صدق بموعوده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة".

ومنيحة العنز هي أن تعطي جارك عنزتك يحلبها يومًا أو يومين ثم يردها بحالها إليك فلا تتكلف شيئا، فما بالك بأدنى تلك الخصال إن كانت هذه أعلاها، عمل قليل مع صدق في التوجه ويقين بالوعد والموعود يدخل المسلم جنة ربه بسلام، هكذا أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

ثم يحذرنا ربنا في الآية التالية عن موالاة أعدائه، ويشتد التحذير بأنه سبحانه أخبرنا أن جزاء تلك الموالاة يجعلنا مثلهم، بل منهم عند ربنا، فيقول تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ في مفاصلة واضحة وحكم مبين، بل يشتد الوعيد بعد هؤلاء الواقعين في موالاة أعداء الله سبحانه وتعالى من الظالمين الذين لا يهديهم الله.

أضف تعليق