البحوث الإسلامية: وضع حلول لمشكلات الناس لا يقل أهمية عن مدارسة الكتب

البحوث الإسلامية: وضع حلول لمشكلات الناس لا يقل أهمية عن مدارسة الكتبالمؤتمر العلمي

الدين والحياة4-3-2024 | 13:48

شارك د. محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية في فعاليات المؤتمر العلمي الأول لكلية أصول الدين بالمنصورة، والذي عقد تحت عنوان « التدابير الشرعية والعملية في مواجهة موجة الغلاء العالمية»، بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية، بحضور د. محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، د. نبيل محمد زاهر، عميد الكلية وعدد من أساتذة جامعة الأزهر.

وقال الدكتور محمود الهواري، إن إحساس العلماء بمشكلات الحياة، ومحاولة وضع حلول واقعية لمشكلات الناس دور لا يقل أهمية عن مدارسة كتب العلم، ومحاضرة طلابه، مشددًا على أن قراءةَ التدابير الشرعية والعملية في مواجهة موجة الغلاء العالمية، واستخراج أنوار هذه التدابير الهادية للتغلب على هذه الأزمة أو حسنِ إدارتها أمر في بالغ الأهمية.

وأكد الهواري، خلال كلمته، أن هذا المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه العالم توترات غريبة؛ فما كاد العالم يتعافى من الأزمة الاقتصادية بسبب تفشي فيروس كورونا حتى بدأت حرب تأثرت بها دول لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ثم ها نحن نشهد موجة غلاء موجعة.

وأوضح أن الشرع الحكيم وضع للناس من التدابير ما يضبط حركة حياتهم، وجعل ذلك سلوكًا شرعيًا يثاب فاعله ويأثم تاركه، فأمر الناس في أزمنة البلاء بالصبر، والاقتصاد، والاستغناء بترك ما غلا سعره ما وجد الناس إلى ذلك سبيلاً، كما أن القرآن الكريم قص علينا أحسن القصص فيما يتعلق بإدارة الأزمات، وكيف استطاع سيدنا يوسف عليه السلام أن يحكم الخطة، فقال: «تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إِلا قليلا مما تأكلون»، استعدادًا للسبع الشداد اللاتي ستأكل ما يقدِّمون لهنَّ إلَّا قليلًا ممَّا يحصنون.

واختتم الهواري، بأن هذا السِّياقَ القرآنيَّ الموجزَ يكادُ ينطلقُ أنَّ من الأفكارِ الإداريَّةِ الصِّحيَّحةِ بأن يتنبَّأَ المجتمعُ بمستقبلِه، في ضوءِ إمكاناتِه، وأن يتبنَّى خطَّةً واضحةً ليتجاوزَ الأزمةَ، أو يقلِّلَ من خطورةِ آثارِها، كما أن هذا السياق يعلنُ أنَّ قوَّةَ الدُّولِ إنَّما تكونُ بقدرتِها على الإنتاجِ، وأنَّ امتلاكَ الدُّولِ قرارَها مرهونٌ باعتمادِها على أنفسِها، وحسنِ إدارةِ مواردِها، كما أن هذا السِّياقُ يصرِّحُ أنَّ أزمنةَ البلاءِ توجبُ على الأمناءِ أن يقدِّموا تصوُّراتِهم وأفكارَهم، مؤكدًا أنه من الغفلةِ الحضاريَّةِ أن تأخذَ الدُّولَ والمجتمعاتِ سكرةُ الحضارةِ ونشوةُ الوفرةِ فتنسى أن تعدَّ الخطَّةَ لأيِّ طارئٍ، قائلا: "لعلَّها إشارةٌ إلى وجوبِ ترشيدِ الطَّاقةِ وصيانةِ الجهدِ من الهدرِ والتَّضييعِ".

أضف تعليق