شهر رمضان شهر استثنائي بين الشهور، اختصت به الأُمّة الإسلامية دون غيرها من الأُمم السابقة.. شهر له رهبة في القلوب، وان كانت هي أقرب إلى الهيبة منها إلى الرهبة، إلا أنها تختلف باختلاف الأشخاص ومعارفهم والقلوب وصفائها ونقائها، وبالتالي الإنسان المسلم وأيمانه ويقينه..
وذلك لأن رمضان – لغة –: هو من (الرّمض) وهي الهاجرة.. ومنها كذلك (الرمضاء) وهي الصحراء المقفرة والحارّة الحجارة من حرارة الشمس. والذي يريد الدخول إلى (الرمضاء) عليه الاستعداد التام بالروح والبدن والا فانه ولا شك سوف يضيع أو لا يخرج منها سالماً أبداً.
وتضافرت الأحاديث عن أهل بيت النبوة والطهارة – عليهم الصلاة والسلام – أن (رمضان) هو اسم من أسماء الله، ولذلك سمي (شهر رمضان) وكانوا؟ ينهون أتباعهم تداول كلمة رمضان فقط.
قال علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن شهر رمضان هو شهر القرآن ، شهر الرحمن ، شهر الغفران ، شهر الشكران، شهر جعله الله - سبحانه وتعالى - بدايةً ومنطلقاً لتجديد حياتنا معه سبحانه نتذكر فيه ونعود نأوب إليه، نرجع عن معاصينا، نشحن همتنا للعبادة ولعمارة الدنيا ولفعل الخيرات {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
أضاف جمعة "فيجب علينا في رمضان أن نعظم كتاب الله ، وأن نعيش معه ، وأن نقرأه بتدبر ومن غير تدبر، ولا ننشغل في رمضان بشيء سوى القرآن فهذا هو شهر القرآن ارجعوا إليه واحتموا بحماه واقرأوه واسمعوه بالليل وبالنهار, اتلوه بألسنتكم إن لم تستطع عقولكم أن تدرك ما فيه اسمعوا بآذانكم إن لم تكن قلوبكم حاضرة فإن حضرت فنعم العبد أنت, وإن وعيت ما أنزل الله - سبحانه وتعالى - فنعم العبد أنت, وإن لم تكن كذلك فاقرأه وأنت تجيد تلاوته ، اقرأه وأنت تتعتع فيه ، اقرأه على كل حال".
واختتم جمعت " القرآن يحب الزمان يحب الليل أكثر من حبه للنهار ويحب رمضان أكثر من حبه لأي شهر كان فتنبه أيها المسلم لنفحات ربنا وعليك بقراءة القرآن وسماعه في هذا الشهر الكريم بديمومة لا تترك القرآن أبداً اجعل القرآن في يدك وفي جيبك وفي سيارتك وفي بيتك وفي مكتبك انتهز كل فرصة وكل وقت متاح لأن تقرأ القرآن؛ عش مع كتاب الله فإنه سينقذك وسيجدد حياتك وسيجعلك عبداً ربانياً تمد يدك إلى السماء يا رب فيستجيب الله دعائك.