وزيرة الهجرة : نولي أهمية كبرى وغير مسبوقة بملف الشباب المصري بالخارج

وزيرة الهجرة : نولي أهمية كبرى وغير مسبوقة بملف الشباب المصري بالخارجوزيرة الهجرة

مصر19-3-2024 | 10:38

أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج ، السفيرة سها جندي ، أن الدولة والوزارة توليان أهمية كبرى وغير مسبوقة بملف الشباب المصري بالخارج، وذلك في ضوء توجيهات القيادة السياسية بتنفيذ خطة تمكين الشباب ورعايتهم لربطهم بالوطن الأم وتعزيز روح الانتماء لديهم بالإضافة إلى ضخ دماء جديدة في مؤسسات الدولة.

جاء ذلك في كلمة الوزيرة خلال مشاركتها بالجلسة العامة لـ مجلس الشيوخ ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق ؛ لمناقشة طلب استيضاح حول خطة الحكومة في التواصل مع الطلاب المصريين الدارسين بالخارج والاستفادة منهم.

وذكرت وزارة الهجرة في بيان اليوم الثلاثاء، أن الوزيرة سها جندي استعرضت خلال الجلسة جهود وإجراءات الوزارة في ملف الاستفادة والتواصل مع الطلاب المصريين الدارسين في الخارج، موجهة الشكر لرئيس مجلس الشيوخ ونواب المجلس على اهتمامهم بقضايا وملفات وزارة الهجرة وطرحها للمناقشة، بما يدل على الوعي الشديد للنواب والذي بلغ عدد من استفسروا منهم أكثر من 38 نائبًا.

وقالت وزيرة الهجرة إن طلاب مصر في الخارج يمثلون ثروة ضخمة من العقول النابغة الواعدة والتي تتطلع للمساهمة في بناء الجمهورية الجديدة، لذلك أطلقت الوزارة الاستراتيجية الوطنية لشباب مصر الدارسين بالخارج، والتي تستهدف تعزيز التواصل بكافة الدارسين المصريين في كافة أنحاء العالم.

وأوضحت السفيرة سها أن الوزارة قامت بتأسيس مركز وزارة الهجرة لحوار شباب الدارسين "MEDCE" ليمثل منتدى يجمع الدارسين المصريين في كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى كونه يتيح للدولة التعرف على النابغين من شباب الدارسين المصريين في الخارج مما يعزز فرص الاستفادة منهم في دعم الدولة المصرية على كافة الأصعدة ، مشيرة إلى أن المركز حدد سفراء له ليقوموا بالتنسيق مع الدارسين المصريين في هذه الدول، والذين بلغ عددهم 30 سفيراً للمركز حتى الآن يمثلون الباحثين والطلاب المصريين المتميزين في عدد من الجامعات العالمية (في الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبا وآسيا والقوقاز والمنطقة العربية والشرق الأوسط) في مختلف التخصصات.

وأضافت أنه في سبيل تحقيق استمرارية للتواصل مع أعضاء المركز، تم تكوين مجموعات للتواصل على شبكات التواصل الاجتماعي تضم الأعضاء من كل دولة، بالإضافة إلى مجموعة تضم كافة أعضاء المركز من جميع دول العالم، كما يقوم المركز بتنظيم نشاطات اجتماعية لأعضائه في كل دولة، بهدف تعزيز التواصل بين شباب الدارسين في دول العالم المختلفة، لافتة إلى أن المركز يعتزم إقامة دورات تدريبية لشباب الدارسين من أعضائه في مجالات تكنولوجيا المعلومات وعلوم الإدارة وتأهيل القيادات الشابة.

وأكدت حرصها منذ اللحظة الأولى لتولي المسئولية على العمل لتوفير كافة أوجه الرعاية الممكنة للدارسين المصريين في الخارج، وبالأخص لهؤلاء المتواجدين في مناطق النزاع، كما أن وزارة الهجرة تعمل دائما على تعزيز التواصل بكافة الدارسين المصريين في كافة بقاع الأرض عن طريق إنشاء مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب الدارسين المصريين في الخارج المعروف باسم MEDCE".

وأوضحت الوزيرة أن تحركات الوزارة في هذا الشأن جاءت على عدد من المحاور، وهي: جهود دعم ورعاية الدارسين المصريين في أماكن الصراع .. مشيرة إلى أنه فور اندلاع العمليات العسكرية بين الجانبين الروسي والأوكراني تحركت الوزارة لتقديم الدعم لأبناء الجالية المصرية في الدولتين، والذي يمثل الدارسين المصريين بالخارج فيهما الغالبية العظمى من أبناء الجاليات الدارسين المصريين في الجامعات الأجنبية.

وبينت السفيرة سها أنه قد بلغ عدد الدارسين المصريين قبل اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية حوالى 6000 طالب، في أوكرانيا في حين تجاوز عددهم الـ 24 ألفا في الجامعات الروسية، وعليه، تم تشكيل غرفة عمليات مستمرة 24 ساعة للتواصل مع المصريين بأوكرانيا فور هجوم القوات الروسية عليها، ثم قامت الوزارة بوضع خطة تحرك لتنسيق إجلاء أعضاء الجالية المصرية، وعلى رأسهم الدارسون المصريون بالجامعات الأوكرانية، إلى خارج الأراضي الأوكرانية، وبمشاركة كافة الجهات المعنية من خلال إنشاء جسر جوي لنقل الراغبين في العودة إلى أرض الوطن.

وأشارت إلى أن الوزارة حرصت على عقد لقاءات مستمرة بتقنية "زووم" مع رئيس وممثلي الجالية والطلاب المصريين على مدار عملية الإجلاء، لتنسيق تحركاتهم على الأرض والوقوف على أية عقبات قد تؤثر على عملية الإجلاء وتحييدها على الفور، ثم تم إجلاء كافة الطلاب الراغبين في العودة خارج الأراضي الأوكرانية، حيث تم نقلهم إلى دول الجوار الأوكراني وعلى رأسها بولندا ورومانيا وغيرها من دول الجوار تمهيدا لعودتهم سالمين إلى أرض الوطن.

وذكرت الوزيرة بأنه فور عبور الطلاب إلى خارج الأراضي الأوكرانية تم التنسيق مع وزارة الطيران المدني والبعثات الدبلوماسية المصرية في دول الجوار الأوكراني، إذ تم تسيير رحلات جوية لإجلائهم إلى أرض الوطن، بالإضافة إلى توفير كافة أوجه الرعاية لهم أثناء فترة تواجدهم في دول الجوار الأوكراني، كما تم طرح استمارة تسجيل موحده للطلاب الدارسين في أوكرانيا للتنسيق مع الجهات المعنية بشأن مطالبهم.

وفيما يتعلق بالنزاع الداخلي في السودان، قالت وزيرة الهجرة إنه فور اندلاع الأزمة، قامت الوزارة بتشكيل خلية أزمة للتواصل والإسراع بحصر المصريين و إعادة الجالية المصرية في السودان وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضحت أنه تم إجلاء نحو 10 آلاف من الجالية المصرية بالسودان من بينهم عدد كبير من الدارسين وقامت الوزارة بالمتابعة في عملية إجلاء المصريين بالتنسيق مع السفارة والقنصلية المصرية في السودان،وكان للطلبة من سفراء مركز "ميدسي " في السودان دور عام في ذلك.

وأضافت الوزيرة أن المركز نجح في إعداد مدونة إلكترونية والتي شارك الطلبة في نشرها للتعرف علي أماكن تواجد كل مصري ومصرية خلال النزاع المسلح، لتحديد وسائل الإجلاء من خلال جسر جوي مستدام، وطلعات جوية بلغت 27 طلعة ، وسفن بحرية أرسلت قرب مواقع التمركز، وحافلات للإجلاء البري عبر المنافذ، وقد تم إجلاء الجالية عن بكرة أبيها رغم القصف.

وعن انعقاد اللجنة الوطنية الدائمة، لفتت السفيرة سها جندي إلى أنه فور عودة الدارسين المصريين من روسيا وأوكرانيا جاءت موافقة القيادة السياسية على توصيات لجنة الأزمات والتي تضمنت النظر في التماسات الطلاب المصريين في روسيا وأوكرانيا، وإعادة دراسة الملف من خلال تشكيل لجنة وطنية دائمة لإدارة هذا الملف برئاسة وزارة الهجرة وبالتنسيق مع وزارتي الخارجية والتعليم العالي وأجهزة الدولة المعنية.

ونوهت إلى أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قد وافق على فتح ولاية اللجنة الوطنية الدائمة لتضم في اختصاصاتها النظر في أوضاع الطلبة المصريين بالسودان مع الاستمرار في أعمال اللجنة بشأن الطلبة المصريين في روسيا وأوكرانيا استنادًا إلى قواعد وضوابط تحويل الطلاب من خارج مصر إلى الجامعات المصرية في حالات الضرورة القصوى، حتى يتسنى السماح للطلاب المصريين الدراسين بالجامعات السودانية والروسية والأوكرانية والراغبين في التحويل للدراسة بكليات مناظرة لكلياتهم بالجامعات الخاصة والأهلية في مصر، حرصا على مستقبل الأبناء.

وتابعت وزيرة الهجرة أن اللجنة الوطنية الدائمة خرجت بعدد من التوصيات لتيسير إجراءات تحويل الطلاب المصريين العائدين من الجامعات الروسية والأوكرانية والسودانية الراغبين في استكمال دراستهم بالجامعات المصرية الخاصة والأهلية، من خلال تخصيص رابط إلكتروني مركزي يمكن التقديم عليه لمساعدة الطلاب الذين لم يتقدموا للتحويل إلى الجامعات الخاصة والأهلية حتى الآن والطلاب الذين لم يتلقوا ردًا بالموافقة المبدئية من الجامعات الخاصة والأهلية التي تقدموا إليها والطلاب الذين لم تصلهم أي ردود من الجامعات التي تقدموا بها، بالإضافة إلى تخصيص بريد إلكتروني للرد على أسئلة واستفسارات الطلبة المصريين العائدين من الجامعات السودانية والروسية والأوكرانية الراغبين في التحويل إلى الجامعات المصرية الخاصة والأهلية لتذليل العقبات التي قد تواجههم في إجراءات التحويل.

وأكدت السفيرة سها جندي أن وزارة الهجرة تتابع التنسيق مع وزارة التعليم العالي ووزارة الخارجية والأجهزة الوطنية المعنية، بما في ذلك البنك المركزي، لتذليل أية مشاكل خاصة بالتحويل للطلبة، بحيث يتم من خلال الاجتماعات الدورية للجنة الوطنية الدائمة العمل على تذليل المشكلات التي تحول دون تحويل الطلاب العائدين من مناطق الصراع إلى الجامعات النظيرة في مصر، حرصًا على مستقبلهم وما يستلزم ذلك من تكاتف كافة الجهات للعمل على تذليل أية عقبات في ظل توجيهات القيادة السياسية بإعمال استراتيجية تواصل مستدام مع الجاليات المصرية بالخارج والعمل على إدماجهم بالمجتمع المصري.

وقالت وزيرة الهجرة إن القيادة السياسية وضعت في الاعتبار مصلحة هؤلاء الطلاب في المقام الأول وأجازت معاملتهم معاملة استثنائية استنادًا إلى أن هذه الظروف قد وضعوا جبرًا فيها وليس لهم دخل بها وأنه لا يجوز مقارنتهم بنظرائهم من الطلاب الدارسين داخل الوطن.

وعن مجلس شباب العلماء والباحثين المصريين في الخارج، نوهت وزيرة الهجرة إلى أنه عقب المشاركة البارزة لعدد من شباب الباحثين المصريين في الخارج بمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "COP27"، والذي استضافته مدينة شرم الشيخ، شرعت الوزارة في تأسيس مجلس شباب العلماء والباحثين المصريين في الخارج، والذي سيضم نخبة من الباحثين المصريين الدارسين في الخارج، بهدف الاستفادة من مقترحاتهم في دعم جهود البناء والتطوير التي تقوم بها الدولة المصرية، ولتعظيم الاستفادة من الخبراء المصريين بالخارج في كافة مجالات التنمية، وبحث أية تحديات أو معضلات تظهر في طريق مؤسسات الدولة وصولاً إلى حلول علمية مبتكرة وفقاً للاختصاص الدقيق لكل مجموعة عمل.

وأضافت السفيرة سها جندي أنه في إطار الاهتمام بأبنائنا بالخارج، تم التعاون مع وزارة التربية والتعليم بشأن فصل العام الدراسي لامتحانات أبنائنا في الخارج إلى فصلين دراسيين، والتوسع في إنشاء مدارس المسار المصري في الخارج، كما صدر قرار بشأن تنظيم امتحانات أبنائنا في الخارج، تحت إشراف السفارات المصرية في مختلف دول العالم، وأن تتم الامتحانات وفقًا لنظام الفصلين الدراسيين للمرة الأولى، علاوة على متابعة عمل منصة "أبناؤنا في الخارج" بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للرد على أي استفسارات أو حل أي مشكلات قد تواجه هؤلاء الطلبة.

وفي نفس السياق، استعرضت سها جندي ما تم تنظيمه من معسكرات وزيارات لشباب الدارسين المصريين في الخارج، وأكدت حرص الوزارة باستمرار على تنظيم معسكرات لشباب الدارسين المصريين في الخارج خلال فترة الإجازات الصيفية والتي يتضمن البرنامج الخاص بها زيارات إلى المشروعات القومية التي تقوم الدولة بإنشائها، بالإضافة إلى زيارات للكلية الحربية ومقر قيادة قوات الصاعقة المصرية، بجانب تلقي محاضرات في الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وذلك بهدف تعميق روح الانتماء لديهم وتعزيز وعيهم بمحددات الأمن القومي المصري في مواجهة ما يتعرضون إليه من حملات الشائعات المسيئة للدولة المصرية التي يتم ترويجها في الخارج، حيث إنهم يمثلون خط الدفاع الأول للوطن في مواجهتها.

وفي ختام كلمتها أمام المجلس، أكدت وزيرة الهجرة أن دور الوزارة لا يقتصر على دعم ورعاية المواطنين المصريين خارج البلاد فقط، بل يمتد إلى رعاية مصالحهم داخل مصر ومساعدتهم على الاندماج بالمجتمع عقب عودتهم إلى الوطن، مشددة على التواصل مع المصريين باعتبارهم قوى ناعمة حقيقية لمصر هو هدف في حد ذاته، و أن لشباب المتميز المتسلح بالعلم من شأنه أن يقود البلاد حيث تستحق.

من جانبهم، ثمن رئيس مجلس الشيوخ، والنواب أعضاء المجلس، جهود وزارة الهجرة في التواصل مع الطلاب والشباب المصريين الدارسين بالخارج واحتوائهم وتوفير كل الدعم والرعاية لهم، وتصحيح أي أفكار أو معلومات مغلوطة لديهم قد تكون متداولة بالخارج، بما يسهم في توطيد صلتهم بالدولة المصرية وزيادة الثقة فيها، وبالتالي الحفاظ على ولائهم وانتمائهم للوطن الأم مصر مهما بعدت المسافات ومهما كانت التحديات.

وشارك في المناقشات أكثر من 38 نائبًا بعدد ضخم من الأسئلة والمقترحات تتعلق بخطة الوزارة في التواصل مع طلابنا بالخارج ودعمهم.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2