الزكاة حقٌّ ماليّ وجب في ذمة المُكَلَّف، فلا يسقط هذا الحق بفوات وقته؛ قياسًا على الدين، ويستمر وقت إخراج زكاة الفطر 2024 من اليوم الأول من شهر رمضان حتى قبيل صلاة عيد الفطر، حيث ورد عن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلَى الصَّلَاةِ.
ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، يبحث عدد كبير من المسلمين عن قيمة زكاة الفطر 2024، مصارف إخراجها، وحكم تأخيرها، ولمن تعطى؟.
فقد حددت دار الإفتاء المصرية، قيمة زكاة الفطر 2024 بنحو 35 جنيها كحد أدنى عن كل فرد، وذلك مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد.
و ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» [التوبة: 60]، ووفقا لمنشور سابق لدار الإفتاء، تعد قيمة زكاة الفطر هي ذاتها مصارف زكاة المال الثمانية.
من هم المستحقون زكاة الفطر بحسب الآية؟
الفقير: الشخص الذي لا يغطي احتياجاته الأساسية.
العاملون على الزكاة: والمقصود بهم الجهات المعنية والمختصة بجمع وتوزيع الزكاة.
المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب: وبموجب الاتفاقية الدولية لتحرير الرق التي وقعت في برلين عام 1860 ميلادية، تم إلغاء فرض الزكاة على الرقيق.
الغارمون: من لا يستطيعون سداد ديونهم.
في سبيل الله: وهم الأشخاص المجاهدون في سبيل الله.
ابن السبيل: وهو المسافر الذي يجد نفسه بعيدًا عن بلده ولا يمتلك ما يكفيه للعودة.
وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، فمَنْ أدَّاها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولةٌ، ومَنْ أدَّاها بعد الصلاة فهى صدقةٌ من الصدقات» أخرجه أبوداوود وابن ماجه.
وأضاف فضيلته: و زكاة الفطر واجبة بالسنة والإجماع، والأصل في وجوبها: أحاديث منها: ما رواه الشيخان- واللفظ للبخارى- عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، وَالحُرِّ وَالمَمْلُوك».
أشار فضيلته إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك، مضيفا أن قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلوجرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر.
وفقا لما ورد عن دار الإفتاء المصرية، فتأخير إخراج زكاة الفطر عن يوم العيد فيه مخالفة للمعنى المقصود، حيث يحرم تأخير زكاة الفطر عن يوم العيد، وذلك لأنه تأخير الواجب عن وقته ولمخالفته الأمر؛ لأن زكاة الفطر شرعت في الأصل من أجل إغناء الفقراء في هذا اليوم، ولإطعامهم، ولدفع حاجتهم، ولكفايتهم وإدخال السرور عليهم.