مع قدوم شهر رمضان المبارك تحرص بعض من الأمهات المرضعات على الصيام فى هذا الشهر الكريم إلا أن قرار الصيام أثناء الرضاعة الطبيعية يعتبر قرارا شخصيا وصعب فى آن واحد وهذا القرار يتوقف على حسب صحة كل أم وهنا يجب أن تحرص الأمهات المرضعات على تناول وجبة السحور وتناول وجبات معينة فى الإفطار لعدم حدوث أى تأثير سلبى على الرضاعة الطبيعية والطفل أيضا وكذلك تجنب حدوث أى مضاعفات وقت الصيام .
فى هذا السياق تقدم د. آلاء حسين استشاري طب الأطفال واستشارى دولى الرضاعة الطبيعية، مجموعة من النصائح لمحتويات وجبة السحور التى يجب أن تهتم بها الأمهات المرضعات لعل أهمها أن تحرص على تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والكالسيوم مثل الحليب والأجبان والألبان والبيض، كما يجب تناول مجموعة من النشويات التى تمد الجسم بالطاقة لفترة ممتدة مثل الخبز ، البطاطا القمح بأشكاله (الحب الكامل أو الجريش) الفريك، البرغل ، الشوفان ، الارز، المكرونة. لافتة إلى أن الصيام قد يكون شاقاً على الأم فى الأحوال التالية إذا كان عمر الرضيع أقل من ستة أشهر وتعتمد تغذيته على الرضاعة الطبيعية فقط، وكذلك فى فصل الصيف عندما يكون النهار طويل والأجواء حارة جدا وذلك فى البلاد التى تطول فيها فترة الصيام.
وتشير حسين ، إلى أن فترة الإفطار ، يجب تعجيل الإفطار والبدء بثمرة التمر مع الماء واللبن ، تناول عدة وجبات صغيرة بين وجبتى الفطور والسحور ، كما يجب التنويع بكميات متوازنة بحيث تشمل الوجبات جميع المجموعات الغذائية، تناول الخضروات والفواكه متنوعة الألوان، والحرص على شرب كميات وافية من السوائل المختلفة وأهمها شرب الماء.
أما بالنسبة لوجبة السحور فتقول حسين ان وجبة السحور تعتبر من الوجبات المهمة جدا للأم المرضعة، منها اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك، وانصح ان تكون وجبة السحور متنوعة من حيث المكونات الغذائية.
وتوضح حسين ، عدم إكمال صيام اليوم للأم المرضعة فى حالة إذا شعرت الأم بإجهاد عام واحتمال انخفاض ضغط الدم ، أو فى حالة حدوث أعراض انخفاض سكر الدم (دوخة وعدم اتزان خفقان، صداع مستمر، رجفة فى الجسم، زيادة فى التعرق)، قلة كمية اللبن عن المعتاد وعدم اكتفاء الرضيع، كما يجب عند ظهور أى عرض صحى غير طبيعي، على الأم استشارة الطبيب، وإذا كان عمر الرضيع أقل من ٦ أشهر وتعتمد تغذيته على الرضاعة الطبيعية فقط، وكذلك إذا كانت الأم المرضعة تعانى من أى مرض أو حالة طبية معينة كالسكرى، أو إذا لاحظت الأم قلة كمية اللبن وعدم اكتفاء رضيعها مما يؤثر علي نمو الرضيع، إذا خافت المرضع على نفسها أو على رضيعها من الصيام لأى سبب آخر، فالأمر يختلف من أم لأخرى ومن طفل إلى أخر وليس هناك قاعدة ثابتة.
وأخيرا تقول حسين، لتجنب الجفاف خلال فترة الإفطار وقبل الإمساك ضرورة تناول كمية وافية من السوائل والمشروبات خاصة الماء، وأن لا تقل كمية السوائل عن ٨ أكواب من الماء وغيره من المشروبات عدا الشاى والقهوة، كما يجب أن لا تملىء البطن بالسوائل فقط، لأنه من المهم أن تحصـل على المــواد الغذائية المتنوعة، وعلى السعــرات الحراريــــة من الطعـــــام.