فى شهر رمضان تكثر الأكلات المحببة والشهية، ويكثر تناول الحلوى الرمضانية و التمر والياميش، فكيف يتعامل مريض السكرى مع تلك الأكلات.. يحدثنا عن ذلك الدكتور حسام موافى أستاذ طب الحالات الحرجة بطب قصر العيني
يقول د. حسام موافى إن مريض السكر يفضل بدء إفطاره على التمر لأنه يحتوى على ألياف تقلل من تأثير سكرياته على مستويات الجلوكوز بالدم ولكن بشرط عدم الإكثار منه ، وذلك لأن زيادة تناوله يسبب عددا من الأضرار، كزيادة الوزن، بسبب سعراته الحرارية المر تفعة، التى تتراوح بين 300 و400 سعر حرارى لكل 100 جرام منه، وارتفاع سكر الدم.
فعلى الرغم من أن السكريات الموجودة فى التمر طبيعية، ولكن عند تناوله بكميات كبيرة، قد يرتفع سكر الدم بشكل حاد، لذلك يجب على مرضى السكرى مراجعة الطبيب قبل تناوله، لتحديد الكمية الآمنة منه.
أما الياميش فأكد د. موافى أنه على الرغم من احتواء الفواكه المجففة على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة، فإن مرضى السكرى يجب أن يحصلوا على كمية قليلة جدًا منها تحت إشراف الطبيب المختص مع مراقبة مستويات الجلوكوز فى الدم، .
الفواكه المجففة
ويُراعى تناول الفاكهة المجففة مع مصدر صحى للدهون والبروتين والألياف، مثل المكسرات والجبن، للمساعدة فى إبطاء امتصاص السكريات والكربوهيدرات ومنع ارتفاع نسبة السكر فى الدم.
ويجب عدم إضافة أى نوع من السكر إلى الفواكه المجففة، مع ضرورة الانتباه إلى عدم تناول أى نوع من الحلويات الأخرى طوال اليوم، تجنبًا لحدوث ارتفاع كبير فى سكر الدم.
إن مرض السكر نوعان، يكاد يكونان مختلفين تمامًا فى المضاعفات وطريقة العلاج وأسلوب حياة المريض.
وأوضح أن مريض السكر من النوع الأول المعتمد على الأنسولين ممنوع من الصوم فى رمضان، لأن المريض قد يصاب بنقص السكر الذى قد يؤدى إلى الوفاة.
وأشار إلى النوع الثانى من السكر والذى لا يتناول الأنسولين، من الممكن أن يصوم، ولكن هذا يتوقف على تحليل السكر التراكمي، إذ يجب أن يكون على الأكثر 6.5، وليس أكثر من ذلك.
غيبوبة انخفاض السكر
وفى السياق ذاته، أوضح الدكتور محمد السباعى استشارى أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء، أن صيام مريض السكرى من النوع الأول يعتمد على تناول حقن الأنسولين، ويحتاج إلى تناول الغذاء بعد أخذ الجرعة مباشرة، فإذا لم يأخذها المريض ينقص السكر بالدم، وربما يؤدى إلى غيبوبة نقص السكر، ومن أعراضها العرق الشديد والدوخة وازدياد نبضات القلب.
غير منتظم
وأشار السباعى إلى أن هناك حالات لا يسمح فيها بالصيام مطلقًا للخطر الشديد على حياة المريض، بأن يكون مستوى السكرى بالدم متأرجحًا وغير منتظم، والمرضى المعالجون بمضخة الأنسولين، ومصاب السكرى الذى يعانى من مضاعفات مثل أمراض القلب والكلى.
أما مريض السكرى من النوع الثانى فيعتمد على أخذ أقراص السكرى عن طريق الفم وأن معظم المرضى فى هذه الفئة يفيدهم الصيام، ولكن يتوجب عليهم تنظيم الوجبات فى الإفطار والسحور، لافتا إلى ضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل دخول شهر رمضان بمدة كافية.
وتابع، قد يؤدى الصيام إلى عدة مضاعفات بالنسبة لمرضى السكري، الذين لم يحسنوا التحكم فى مستويات جلوكوز الدم، ومن أكبر مضاعفات السكرى المحتملة التى قد يسببها الصيام هبوط سكر الدم ، أو فرط ارتفاع سكر الدم ، والذى قد يؤدى إلى حدوث غيبوبة السكرى لدى المرضى المصابين بالنوع الأول من السكري، بالإضافة إلى الإصابة بالجفاف.