رمضانيات

رمضانياتسعيد عبده

الرأى31-3-2024 | 16:10

انتصف الشهر الكريم ، وبدأنا في النصف الثاني، والذي نتحري فيه ليلة القدر، فشهر رمضان أوله رحمه ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار.

فهو شهر الرحمة والترابط الاجتماعي والتلاحم وتكافل الغني مع الفقير، ومساعدة المحتاج وبر الوالدين، وصلة الرحم، وشهر الزكاة والصدقات.

كل المعاني السامية التي دعا إليها ديننا الحنيف تتجلي في هذا الشهر الكريم ، ولكم في رسول الله أسوة حسنة يا أولي الألباب.

هل وقفنا مع أنفسنا بعد أن تعدينا منتصف الشهر، وراجعنا ماذا فعلنا؟.. هل أدينا ما علينا من عبادات وطاعات؟.. هل ساعدنا المحتاج؟.. هل قمنا بصلة الرحم، وغيرها من الأمور التي حثنا عليها ديننا الحنيف.

أعتقد أنها وقفة ضرورية ومهمة لكل مسلم ومسلمة.. وأيضًا دور الأسرة في رمضان .. هل علمنا أولادنا وأحفادنا العادات الإسلامية؟.

هذه الأمور تضعنا أمام بعض العادات التي يمارسها البعض في شهر الصوم.. زيادة النمط الاستهلاكي عن أي شهر من شهور العام.

التباهي والتفاخر بالولائم والعزومات، وكم من أسرة فقيرة تحتاج منا إلي نظرة بسيطة وتوفير بعض الاحتياجات لها وكفها عن السؤال.

هل قمنا بزيارة المساجد لأداء الصلوات واصطحاب الأسرة والأطفال لينعكس ذلك علي كل الأسرة بالخصال الطيبة والسلوك الحسن.

مظاهر مرفوضة

قيام القنوات الأرضية والفضائية بمنافسة شديدة للاستحواذ علي أعلي نسبة مشاهدة لما يقدم عليها من برامج ومسلسلات.

وبطل المسألة الآن الإعلانات التي سيطرت علي الساحة بشكل غير عادي حتي إن المشاهد قد ينسي ما هو اسم المسلسل، وأين توقف ليبدأ الإعلان.

فمن الممكن أن نقول إنها إعلانات بطعم المسلسلات.

واستحوذت الإعلانات ضمن تطورها غير العادي في المحتوي علي معظم نجوم مصر في السينما، وعدة مجالات أخري لم تترك مطربا أو ممثلا، نجما

أو شابا أو رياضيا مشهورا، إلا وكان ضيفًا علي المشاهد في بيته.. طغت الإعلانات علي كل شيء لم نعد نر محتوي إلا ما ندر.

غيرت أنماط حياتنا نحو الاستهلاك والعادات الجديدة، وكأن شعب مصر أصبح جميعه من سكان الكومباوندات فقط.. ناهيك عن الرفاهية الشديدة التي تخص فئة لا تشكل عشرة في المائة من سكان مصر إذا بالغت في الأمر.

غير السيارات الفارهة وما يقدم في سواحلنا من قري للاستثمارات العقارية، ومنتجعات تخص أيضًا الصفوة.

ما هو شعور المواطن العادي الذي يشاهد هذا إذا كان موظفا أو فلاحا، أو أي مهنة من الطبقة الوسطي في المجتمع؟

ليس هذا فقط، بل أيضًا الأعمال الدرامية التي قدمت حتي انتهاء النصف الأول من الشهر قدمت أسوأ نماذج، وأعتقد الكثير منها غير موجودة بالمجتمع، ولكنها تحض علي المكسب السريع من السرقة أو الاتجار في المخدرات أو الآثار أو الدعارة.. فهي نماذج للثراء السريع ومن لزوميات الحبكة الدرامية نفس مشاهد المعارك والفتونة في الأحياء الشعبية، التي يقف فيها البلطجي ليلقي تعليماته في تجمع لأهل المنطقة!.. وكأننا ليس لدينا قانون أو شرطة وأن هذا يظهر متأخر جدا في نهاية المسلسل.

أثر هذه الأعمال سيئ إلي أبعد الحدود علي الشباب والأطفال، بل أيضًا تساهم هذه الأعمال في ضياع الهويـــة من خلال الأداء والسيناريو، الذي يحتوي علي كلمات ونمط هابط.. حقيقة غير طبيعي وكلنا نعلم أن الدراما المصرية تسوق في الكثير من الفضائيات العربية، وهذا أيضًا له تأثير سلبي علي صورة مصر وسلوك البشر فيها.

إن هذه الأعمال تعبر عن وجهة نظر تجارية والمبدع يجب أن يراعي تأثير رسالته علي الغير وخاصة النشء والشباب.

ناهيك عن الإفتقار لإنتاج مسلسلات دينية تقدم نماذج من تاريخنا الإسلامي في هذه الأيام.. وأيضًا غيرها من الموضوعات التي تثمر، ومن هنا يجب علي قادة الرأي والفكر في المجتمع دراسة هذه الظاهرة المستمرة معنا واتجاهات الدراما ودورها تحت عباءة الإبداع.

والمشكلة هناك جانب آخر أن كثرة الإعلانات يدفع ثمنها المواطن البسيط من أعصابه ودخله في زيادة فاتورة الكهرباء واضطراره متابعة الإعلانات بما فيها المسلسل حتي النهاية.

أو دفعه إلي الاشتراك في المنصات التي تذيع المسلسلات دون إعلانات وهي اتجاه جديد.

العمل والإنتاج في رمضان

كل الأمور يتم تحميلها إلي الشهر الكريم فالعصبية لأني صائم.. وقلة الإنتاج تظهر في الشهر الكريم، وقراءة القرآن في أوقات العمل الرسمي، وعلي حساب العمل تحت حجة العبادة!

أعتقد أن إنتاجية العامل تقل في رمضان، وتأجيل الأمور بحجة أننا في رمضان إلا من رحم ربي.

يا عالم كلموه رمضان معمروش قال كده

نفحة رمضانية

تقوم العديد من منظمات المجتمع المدني بجهود موحدة هدفها إيصال الوجبات وكراتين مواد غذائية إلي كل مكان محتاج في مصر.

هي ملايين الكراتين أعدت فيها مواد غذائية للأسرة الفقيرة والمحتاجة، يتم إعدادها من فرق متطوعة في هذه الجمعيات من تبرعات المواطنين للخير كنموذج للتكافل الاجتماعي الجميل من زكاة، وتبرعات الصائم، وأيضًا تقدم وجبات ساخنة من خلال كروت توزع عليهم.

شيء يفرح

أولاد البلد من الدرب الأحمر، قاموا بالجهود الذاتية بإعداد خيمة خلف الجامع الأزهر يستضيفون فيها أي زائر من أهل الحي، أو من خارجه، وطلبة البعوث الإسلامية أي مار بالشارع ودعوته لحضور الإفطار، الذي تم إعداده من خلال شباب المنطقة ولاد البلد بحب وبرضا ونري علي وجوههم الفرحة، ويسعدون باستضافة أي فرد ويقدمون له أحلي وأجمل أكل أو فطور أعد من شباب الكرم الشباب الذي سعدت بهم ومهما تحدثت لن أوفيهم حقهم فهم شباب مصر.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2